الاثنين، 30 نوفمبر 2009

دع حبك يعلن عن نفسه

أحد أكثر أخطاء هذه الحياة تكرارا ، هو ذلك الخطأ المتعلق بالبوح بالمشاعر والأحاسيس .

فمعظمنا يعتقد أنه ما دام يحب شخص ويحمل له مشاعر طيبة ، فإن هذه المشاعر ما تلبث تُعلن عن نفسها بنفسها ، وأن الشخص الآخر إن لم يرها فهو مخطئ ولا يقدر قيمة مشاعرنا النبيلة .

وهذا خطأ كبير ، يُحذرنا من الوقوع فيه علم النفس اليوم ، فلا زالت مدارس علم النفس تؤكد على أنه يجب تعليم اللسان البوح بالجميل من المشاعر والأحاسيس ،

ويحذرون من الاتكال على أن المشاعر الجميلة الطيبة الساكنة في القلب ستعلن عن نفسها وحدها .

أفلاطون ينصحك أن إذا رغبت أن يدوم حبك فأحسن أدبك ، أي اهتم دائما بسلوكك ولتعبر دائما جوارحك عما يسكن قلبك من المشاعر والأحاسيس الجميلة .

وأعظم من قول أفلاطون قول سيد البشر محمد (ص) ، للرجل الذي أتاه يخبره فيه أنه يحب صاحبه ،

فسأله النبي (ص) : هل أخبرته ؟ ـ أي هل قلت له أنك تحبه ـ ، وعندما أجابه الرجل بالنفي ،

قال له النبي (ص) ، إذن اذهب وقل له أنك تحبه ، ثم التفت النبي إلى أصحابه وقال : ( إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره ) .

إننا نعيش في زمن ندر فيه البوح بالكلم الطيب ، والاعتراف بالجميل من المشاعر والأحاسيس التي تسكن الوجدان .

كثير من الأزواج والزوجات يدمنون الصمت تجاه عواطفهم ، وحجتهم ( إنه يعرف أني أحبه ! ) ،

ولا يدركان أن المعرفة شيء ، والبوح شيء آخر تماما .
قل من تجده من الأصدقاء يخبر صديقه بعمق مشاعره تجاهه ، ورغبته الحارة في أن يراه أفضل وأنجح شخص في الحياة ، وحجته ـ كذلك ـ وهل يحتاج الحب إلى اعتراف ؟! .


نعم يحتاج الحب إلى اعتراف وبوح وتأكيد ، تحتاج الأحاسيس الراكدة في عمق الفؤاد أن تسيل كلمات على اللسان لتستمتع بها أذن وقلب المحبوب .

النبي (ص) كان يفعل هذا ، كان يقول لزوجته عائشة ( حبك كعقدة الحبل ، ثم يخبرها بين الحين والآخر أن العقدة على حالها ، أي أنه لا زال يحبها كأول الأمر ) ،

هذا حاله مع زوجته ، ولا يختلف حاله مع أصحابه ، فنراه يقول ( لو كان لي أن أتخذ خليلا ، لاتخذت أبا بكر خليلا ) ، ونراه في إحدى الغزوات يقول ( لأعطين الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله ) ثم يعطيها لابن عمه وزوج ابنته علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

والأمثلة كثيرة ، وعلى هذا الأثر يجب أن نسير يا صديقي ، يجب أن تعبر عن مشاعر الحب التي في قلبك تجاه أهلك وأصحابك ، لا يجب أن تكتم الحب أو تخفيه .

لا يجب أن تتعلل بأن الآخر يعرف حقيقة مشاعرك ، إن قلوبنا كقارورة عطر مغلقة ، لن نستطيع أن نشم شذها ونستمتع بها إلا أذا فتحناها وتنسمنا من عبقها ، فافتح قلبك يا صديقي ، وانثر منه على أذن وقلب من تحب .

ودع حبك يعلن عن نفسه ..

إشراقة : إِن المِحبَّ إِذا أحبَّ حبيَبه ... تلقاه يبذلُ فيه ما لا يبذلُ

تعاليق :

2 التعليقات على “دع حبك يعلن عن نفسه”

جمبل وعميق....

ما يدهشني سيدي, انك اخترت الاحصاء علما تدرسه... لا علم النفس ولا التربية..ربما كان لذلك سرا او حكاية لا افقهها..بوركت وبورك يراعك :-)

غير معرف يقول...
في 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
استهل تعليقي بقولي: طوبى لك ابراهيم على هذه المواضيع الحساسه طوبى لك على شبابك الثمين "اول ما يسأل عليه العبد هو ما صنع بفترة شبابه" ..شاب مثقف واسع الافق ..
فان عجزت الكلمات عن صياغة العبارات تبقى احبك في الله تحكي اجمل العلاقات P:

نور الله صدرك كلما افلت الشمس والقمر وازاح الله همك كلما حج فوج واعتمر وغفر الله لوالديك على مد البصر وكثر الله احبابك ومحبيك فيه بعدد ملايين البشر.

واضيف مداخله صغيره اذا سمحت لي يا سيدي:
لماذا يخجل بعض الرجال من قول كلمة احبك؟

بعض الرجال تصعب عليهم قول احبك لزوجته
يجدها صعبه للغايه مع انه يحبها وربما يعبر عن هذا الحب بهديه ما في مناسبه لكن لا يعلم بان الكلمه الجميله لها وقعها الشديد في اذن المراه ثم الى قلبها مباشره... فنصيحه الى الرجل اخبر زوجك بمشاعرك نحوها فذلك ليس عيبا حتى امام اولادك.

*A*

غير معرف يقول...
في 

إرسال تعليق

يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت "