الاثنين، 7 ديسمبر 2009

سامحيه..تملكيه

كلنا أصحاب أخطاء..وكلنا نتمنى أن يعفو ويصفح عنا الآخرون حال الخطأ والزلل. يصبح الأمر أكثر روعة وإكباراً حينما يكون العفو من الطرف الرقيق الضعيف، للطرف القوي!
يصبح العفو صورة رائعة للحب والتضحية والشموخ حينما يكون منك عزيزتي الزوجة لزوجك المخطئ.
والأجمل والأكمل ليس في أن تسامحيه فقط، بل أن تأخذي بيده، وتقيلي عثرته، وتساعديه على أن يتخطى أرض الخطأ ودروب الزلل.
الرجل إن نسى فلا يستطيع أن ينسى زوجة وفية لا تعيره بالخطأ، بل تقف بجانبه حين ينفض من حوله الناس، تربت عليه، تشجعه، تخبره أنها تثق فيه وبأن الخير الذي يكمن بداخله لن يلبث أن يعلن عن نفسه، وأن أصالة معدنه ستنتصر في النهاية.
إن للرجل نزوات وأخطاء، فقد يخدعه بريق الحياة وبأخذه بعيداً عنك لفترة، فاصبري عليه، واعملي جهدك في أن تجذبيه إلى عالمك، لا تكوني حادة قاسية شديدة مع خطئه،بل كوني حكيمة عاقلة، صحيح أنه ليس بالأمر السهل، لكن ها هنا تتفاضل النساء، وتظهر وبشدة صاحبة العقل الرشيد.


هل جربت صيد السمك من قبل؟!


إن كانت إجابتك "لا" فدعيني أخبرك بأحد أهم المسلمات التي يعتنقها صائد السمك، فالصياد عندما يجد السمكة قد ابتلعت الطعم وأصبحت ملكه،لا يجذبها إليه فرحاً مسروراً كما تتخيلين، بل يجذبها ببطء، ويتركها هنيهة، ويجذبها ثانية، ويرخي لها ثالثة، حتى إذا ما أنهكتها المحاولة، جذبها بيسر وبطء وبساطة،ثم ألقاها في كيس.
وفي بحر الحياة، وأمام التحديات الصعبة، والمغريات المختلفة، أنت في أمس الحاجة لإتقان هذه الإستراتيجية في التعامل مع زوجك، فتتركي له المساحة حين تجدين منه إعراضاً ونفوراً يصعب معه الحديث والكلام، وتجذبينه إليك إذا ما رأيته قد هدأ واستكانن تدعينه حال الجموح وتجذبينه عند الاحتياج، وفي كلا الحالين هو تحت ناظريك وبين يديك.
أراد الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً أن يبين لأصحابه الفارق بين التعامل بشدة مع خطأ المرء وزلته، والتعامل بلين وهدوء وطول بال، فمثُل لهم الأمر بناقة قد شردت من صاحبها وابتعدت عنه، فأراد أن يعيدها إليه فظل يجري نحوها وهي تركض في خوف وهلع، وكلما زاد الرجل في مطاردته للناقة،ازدادت فراراً منه،ثم أحبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الأولى بهذا الرجل أ، يضع في يديه شيئاً من الطعام،يتودد إلى الناقة ويلاطفها حتى يهدأ جنانها المضطرب وتأتيه وحدها، دون ضجيج وعناد..وتعب.
هذا المثال النبوي الرائع على بساطته، يوضح لنا إستراتيجية هائلة لعلاج أخطاء من نحب، خاصة إذا كانوا من النوع الذي قد تستفزه النصيحة والتقويم الصريح.
إن المخطئ يكون في معظم الأحوال واقعاً تحت ضغط نفسي ما، ويكون آخر ما يحتاج إليه هو الصوت الذي يذكره بخطئه وزلته، بل يكون محتاجاً وقتها إلى من يواسيه ويخفف عنه ما ألم به.
صدقيني –عزيزتي الزوجة- فأنت ستكونين وقتها قد فعلت أمراً عظيماً حين تسامحينه على خطئه، وتوقعين صك الغفران على زلته تجاهك..وصاحب المروءة لا ينسى أبداً الأيادي البيضاء التي امتدت إليه.

الأحد، 6 ديسمبر 2009

طبيعة التعامل مع الضغوط





اقتضت حكمة الله تعالى ألا يكون هناك راحة كاملة إلا في الجنة، والحياة على ما فيها من سعادة إلا أن للشقاء فيها نصيبًا كبيرًا، وكما أنها تضحك حيناً فإنها تبكي أحياناً أخرى، وما حياتنا التي نحياها على وجه الأرض إلا مرحلة ننتقل بعدها إلى حياة أخرى، ليستقر بنا المقام في جنة النعيم إن شاء الله.
وفي حياتنا تقابلنا ضغوطات كثيرة، منها ما يقابل أحد الزوجين على حدة، ومنها ما يواجهاهما معا، وكل من الزوجين يمتلك طريقة خاصة للتعامل مع الضغوط، وهذه الطريقة فطرية جبلهما الله تعالى عليها، فالزوج أو الرجل بشكل عام عندما يواجه مشكلة أو يعكر شيء صفوه لا يحب أن يثقل كاهل غيره بمشاكله إلا لضرورة كاستشارة أو أخذ رأي في نقطة معينة، فتراه يميل إلى التفكير بصمت، فإذا لم يجد لمشكلته حلاًّ تراه يشغل نفسه بالتفكير في شيء آخر كقراءة جريدة أو كتاب أو حتى مشاهدة مباراة في التلفاز.
أما الزوجة أو المرأة بوجه عام فإنها عندما تواجه مشكلة ما فإنها تبحث عن شخص تثق به وتتحدث إليه بالتفصيل في مشكلتها، وكما أسلفنا من قبل فإن المرأة لا تبحث بالضرورة عن حل لمشكلتها لكنها تشعر بالراحة عندما تخرج ما في صدرها (وتفضفض) به لعزيز لديها.
وعلى الزوجة.. أن تدرك جيداً أن الرجل عندما يواجه أزمة أو مشكلة يكون شارداً، رافضاً للحوار في مشكلته أو عما يضايقه، عصبيًّا إذا حاول أحد اقتحام شروده حتى وإن كان بنية مساعدته.
وصمت الزوج قد يستفز الزوجة ويدفعها للظن بأن شروده وعدم الحديث معها هو لأنه غير قابل لها أو لأنه رافض للحديث معها بشكل خاص، فتكلمه وتسأله وتحاوره وكلما حاول اختصار الحديث زادها هذا ضيقاً.
كذلك فإن إلحاح الزوجة وثرثرتها يتعب الرجل ويضجره.
لذلك وجب على الزوجة أن تتفهم نفسية زوجها وتتقبل حالته، بل وتهيئ له الجو المناسب للاسترخاء حتى يخرج سريعًا من هذه الحالة، وتشعره أنها مقدرة صمته وشروده، وأنها في انتظاره متى عاد لها بعدما يتخلص من قلقه وانشغال باله.
أيضا على الزوج.. أن يدرك طبيعة زوجته عندما تواجه مشكلة، فهي عندما تتحدث معه في مشكلاتها فإنها لا تبحث عن الحل بل إنها غير مهتمة بصفة مباشرة به، بل إنها تبحث عن الطمأنينة والراحة في استماع زوجها لها واحتوائه إياها، وعليه أن يكون صبوراً وحنوناً عليها، حتى تخرج من تلك الحال وتهدأ نفسيتها وتجد مخرجًا مناسبًا لمشكلتها.

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

حماقة الحب


هناك دائمًا مرة أولى لارتكاب أي حماقة .

وزواجي يا سيدي كان هو حماقتي الأولى في هذا المجال !
بهذا الاعتراف بدأ الزوج حديثه معي، ثم قال معقبًا : بالرغم من ضرورة أن نتعلم من أخطاء الآخرين، فالزواج من نوع الأخطاء التي يجب أن تذوق مرارة ندمها بنفسك، ومهما أخبرك الآخرون عن خطورته فالغرور يجعل كل واحد منا يظن أنه سيكون الاستثناء الذي سيخرج على القاعدة!!.
عندما قررت الزواج كنت أرى حبيبتي أرق من نسيم الصباح ، ألمح في عينيها شحنة أمل تكفي لإعمار الأرض بأكملها،حينما كانت تبتسم تخرج الطيور من أعشاشها ظانة أن الشمس قد أشرقت وأن موعد الغناء قد حان .

ولا أدري ما الذي حدث بعدما ضمنا بيت واحد، وصرنا شركاء فراش، لم تعد هي هي ، وأنا ـ كما أخبرتْنِي ـ لم أعد أنا !! .
إنها على ما أعتقد .. لعنة الزواج !! .
لسبب أجهله يظن المرء أن انبهاره بحبيبه سيظل حيًا مشتعلاً، منذ النظرة الأولى، وحتى آخر العمر ، وأي شيء يخالف ذلك فمعناه أن الحب يخفت و يختفي .. ويموت!.


ومع أن للحب أطوارًا ومراحل، فإننا نتجاهل هذا، ونحاول بشتى السبل أن نتعلق بأعلى نقطة في منحنى الحب ،ونأبى التماشي معه ومسايرته.
نرفض أن نواكب تطورات الحب، وأن نتعامل معه بشكل عملي .
أطوار الحب :
تعال لأخبرك بخطة الحب كاملة، بدءً من اللحظة التي خفق فيها قلبك بشدة معلنًا أن ما كنت تنتظره قد حدث، إلى تلك اللحظة التي حمل فيها المأذون أوراقه بابتسامته المشفقة التي تخبرك ـ وأنت غير مدرك! ـ أن موعد رجوعك عن الحماقة قد فات!.

المرحلة الأولى : عندما يطرق الحب باب قلبك تلك اللحظة التي نفتح له الباب على مصراعيه وندعوه للدخول، نرى الحبيب حينها أشبه ما يكون بالملائكة، نرفض أن نراه بشريًا، فهو المخلص، الحنون، الرقيق، الذي لا يُضمر سوءً أو شرًا لأحد، ولا يُخطيء أبدًا!.
يصف المفكر و الروائي الفرنسي "مارسيل بروست" هذه المرحلة بأنها "مرض الحب"!
لأنها تثير في أعماقنا صراعًا بين ذكائنا الواعي وإرادتنا الوضيعة ! ـ
على حد قوله ـ ففي لحظات التعقل القليلة نستطيع أن نرى من نحب كما يراه الآخرون على حقيقته، وفيما عدا هذه اللحظات فنحن نعجز أن نراه إلا متأثرين بمشاعرنا تجاهه أو رغبتنا فيه،فلا نعرف على وجه الدقة هل هو جميل أم قبيح، نبيل أم مخادع، وكل ما نعرفه أننا في حاجة إليه وهنا يكمن سر مرضنا.
ما إن نرى الحبيب حتى تضطرب درجة حرارة أجسادنا، نشعر بأحشائنا وهي ترفرف، يخفق القلب بشدة ، ويتملكنا شعور لذيذ غريب ونحن نراه مقبلاً يتهادى في دلال .


المرحلة الثانية : محاولة إغلاق القلب عليه عندها نعمل جهدنا لاستدعاء الشواهد والبراهين التي تؤكد أن هذا الحبيب ـ دون كل البشر ـ هو من يبحث عنه القلب منذ أن خفق لأول مرة، في هذه المرحلة نكون على استعداد لتحدي العالم أجمع إن شعرنا بأن هناك ثمة محاولة لإخراج من نحب من بوابة القلب.
نحاول وقتها البحث عن الأمور المشتركة ( الهوايات ـ الأيديولوجيات ـ التعليم ) ونعمل على تأطير الحسنات وتكبيرها،مع غض الطرف عن السلبيات ومحاولة إخفائها حتى لو عن أعيننا نحن !! .
المرحلة الثالثة : استبصار المحبوب وفيها يطرق العقل باب القلب ويدخل عنوة ليجلس على طاولة الحب ويدلي بدلوه في أمر هذا المحبوب، هنا يقول القلب : "حبيبي أحن من في الوجود، فيرد العقل في هدوء : لكنه عصبي!"،
ينفعل القلب مؤكدًا أنه جميل كالبدر ، فيخبره العقل بأنه متردد، يحاول القلب إثبات أنه رومانسي ، فيجيبه العقل بأنه لا يملك قوت يومه ، وليس لديه ما يقيم به بيتًا !".
بعد هذه المجادلات ينتهي الأمر إما بانتصار العقل أو فوز القلب، إما بهيمنة المشاعر أو امتلاك المنطق زمام الأمور .
قصص حب كثيرة تنتهي عند هذه المرحلة، خاصة إذا كان العقل والمنطق يؤكدان على أن الظروف ليست مثالية للارتباط، وقد ينفطر فؤاد المرء ويبكي دمًا،حتى وإن كان هو نفسه صاحب قرار الانفصال.
إن التوازن في هذه المرحلة جد مهم، ويجب أن يختار القلب ويؤيد العقل، وألا ينفرد أحدهما بإصدار قرار ربما يتحمل الجميع تبعاته فيما بعد .
المرحلة الرابعة : إغلاق باب القلب .. وباب البيت هذه المرحلة الأخيرة، والتي يتم فيها توثيق العلاقة بوثاق أبدي، لقد تزوجتما وستستمران متجاورين حتى آخر العمر، أصبحتما كيانًا واحدًا، وهذا منتهى أمل كل عاشقين على وجه الأرض .
ولكــــن .. دائمًا ما تحدث صدمات، كصدمة صاحبنا الذي يرى الزواج أكبر حماقة ارتكبها في تاريخه وأخطرها أثرًا!.
تحدث هذه الصدمات في الغالب حينما يرفض أحد الزوجين ـ أو كلاهما ـ التعايش مع مراحل وأطوار الحب بالشكل المنطقي الملائم، فيظل أسيرًا لمرحلة النظرة الأولى بكل سحرها وقوتها،ومع أنه قد أصبح في طور المسئولية، إلا أنه ـ بحجة الرومانسية ـ يحاول العيش في هذه المرحلة وحدها!.
ولا يمكن أن تظل الأمور على حالها الأول بالطبع، والحب لم يذهب كما نظن لكنه تطور وغيّر جلده ليناسب المرحلة الجديدة،وبدلاً من أن يكون في ارتعاشة اليد وخفقان القلب وحسب، صار دافعًا للعمل والجد والكفاح من أجل توفير حياة كريمة لمن نحب، وتضحية وإيثارًا لشريك العمر.
إن الزواج يصبح حماقة كبرى لهؤلاء الذين لا يدركون كنه التطورات التي تنتاب القلب، والمراحل التي يجب المرور بها من أجل الحياة مع من نحب .
لعلك تدهش من قصص الحب المشتعلة التي تنتهي بالزواج ويظن الجميع أن قد دانت الجنة لكلا العاشقين، فإذا بهما يفجعانك بعد سنوات قليلة ـ وربما أشهر !ـ بخبر انفصالهما .
هل ما ذكرناه يعني أن الرومانسية تنتهي بانتهاء المرحلة الأولى، وأن الزواج يصبح خاليًا منها ؟ .
قطعًا هذا غير صحيح، الرومانسية تظل في القلوب على الدوام ما دمنا حريصين على الاعتناء بها، واستشعار مسئوليتنا تجاهها، لكن ما أقصده أن المرحلة الأولى للحب تكون بطبيعتها ساحرة، خاطفة، مبهرة، يساعد على استغراقنا فيها عدم وجود مسئوليات كبرى يمليها هذا الحب، أما بعد الزواج، فنحن قادرون على الحفاظ على هذا الحب حيًا منتعشًا على الدوام ولكن برزانة وحكمة أكبر، فهو يحتاج ـ كي نحافظ عليه ـ لامتلاك رؤية واسعة تؤهلنا لكشف أطوار الحب ومعرفة أين نحن بالضبط منه، والأهم من ذلك ما الذي يلزمنا فعله كي نتعامل بشكل ملائم مع كل مرحلة .

الدعم العاطفي



نظرتْ إليه بطرف مليء بالعتاب ثم استدارتْ إلي

قائلة : لم يقل لي أنه يحبني منذ أيام الخطبة ، لا يحدثني عن الشوق والحب والهيام ، ثم ضحكتْ
قائلة : لقد أعطيته أحد كتبك ليقرأه ، فأعاده إلي بحجة أنه ليس بحاجة إلى رواية رومانسية ، وطالبني بأن أقرأ لكاتب واقعي .
أسرع الزوج قائلا في ارتباك : لم أقصد شيئا، وقد أخبرتها من قبل أني أحبها ، لكنها تنسى ، ثم هل يجب علي أن أبدأ يومي بقراءة قصيدة حب على أسماعها، الحياة يا سيدي ليست بهذا الصفاء !
نعتقد ـ نحن الرجال ـ أن كلمة أحبك التي قلناها في بداية الزواج يمكن أن تظل محتفظة برونقها وصلاحيتها حتى آخر العمر ! .
فيرى الزوج أنه ليس بحاجة إلى دفع ضرائب جديدة على الزواج ! ، وأنه ما دام قد قال لزوجته أحبك ذات يوم،
فالأمر ليس بحاجة لتأكيد طالما أنه حتى الآن لم يخبرها بالعكس ! .
لكن طبيعة الزوجة ـ عزيزي الزوج ـ تحتاج دائمًا إلى دعم عاطفي لا ينقطع، إنها تتشكك في الحب إن لم تغذه عبارات رومانسية مستمرة .
صحيح أن الرجال أيضًا يحتاجون للشعور بأنهم مرغوبون ، لكن الفارق أن الرجل ما دام مرتبطًا بعلاقة فالأمر منتهٍ ، على عكس المرأة التي تحتاج إلى تأكيد دائم من زوجها على حبه لها وتقديره لشخصيتها .
في السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لزوجته السيدة "عائشة" رضي الله عنها ذات يوم :(حبك كعقدة الحبل) دلالة على متانة علاقته صلى الله عليه وسلم بها، فكانت ـ كما تروي كتب السير ـ تسأله بين الحين والآخر:(معظم الرجال لا يستوعبون هذا الأمر ، يقول أحدهم لزوجته : "إني أعمل من أجلك ، أحاول توفير أقصى حياة كريمة لك هل بعد هذا تحتاجين تأكيدًا لحبي لك ؟!" .
أضف إلى ذلك أن الرجل يعتقد أن الكلمة تفقد بريقها إذا كثُر استخدامها، وأن زوجته قد تمل من سماع كلمة "أحبك"،
ولذا فيجب عليه التغيير والابتكار، وهذا أيضًا شيء غير صحيح، فالزوجة لا تمل أبدًا من سماع كلمة "أحبك" حتى وإن كررها الزوج مع كل نفس يتنفسه!.
إذن فالدعم العاطفي الأول للزوجة هو قول كلمة "أحبك" ، بكامل مشتقاتها ( أشتاق إليك ـ أعشقك ـ أهواك ) وبشكل مستمر ودائم .
الدعم الثاني يكون باستخدام وسائل التعبير عن الحب .. عن الهدايا أتحدث إن شئت التوضيح ! .
كل البشر ـ بلا استثناء ـ تعجبهم الهدية وينتشون بها، وإذا ما نحّينا أمر الصديق الذي لا يعترف إلا بالهدايا الثمينة جانبًا،
فإن أروع ما في الزوجة أن الهدايا البسيطة تمثل لها الكثير، لا زالت الوردة هي المتحدث الرسمي باسم الحب ، وما زال العطر يحتل مكانة متقدمة في قائمة أكثر الهدايا إسعادًا للزوجة .
نعم قد تحتاج في بعض الأحيان إلى أن تحصي ما لديك لتحضر هدية ثمينة ، لكن عزاءك أن هذا لا يحدث سوى مرة أو مرتين في العام ، والشاهد أن الهدايا البسيطة الرمزية المعبرة عن الحب يجب أن تكون بشكل دائم.
كلنا في مرحلة الخطبة كنا نحضر البطاقات الجميلة ونزينها بعبارات رومانسية رائعة، كلنا أحضرنا تلك الوردة الحمراء وحافظنا عليها كي تصل إلى المحبوب برونقها وجمالها،إلا أننا لسبب ما توقفنا عن فعل هذه الممارسات البسيطة، فخسرنا بذلك الكثير وفقدنا جزء غير قليل من الرومانسية!.
الدعم الثالث ـ أهديه للصديق الذي يتهمني بالرومانسية المفرطة ـ هو القيام بالواجبات المنزلية البسيطة، قد لا تدرك ـ صديقي الزوج ـ كم تسعد المرأة عندما تُلقي بكيس القمامة في الخارج، أو تحضر الملابس من المغسلة، أو تتصل بها لتسألها عما تريده من "السوبر ماركت" .. والأهم ألا تنسى إحضاره .
أحد أهم القواعد التي أريد منك حفظها هي أنك عندما تنظر بعين الاستخفاف إلى شيء تراه زوجتك مهمًا فإنها تترجم هذه النظرة بشكل شخصي جدًا، وتراها رسالة منك تخبرها بأنها غير مهمة !! .
فإذا طلبت منك زوجتك "حفاضات" من أجل صغيركما ، فالأمر ليس بالبساطة التي تتصورها ، نسيانك لهذا الأمر التافه ـ من وجهة نظري ونظرك ـ يخبرها بأنك لا تهتم بها ولا بمطالبها !! .
الدعم الرابع المعاملة الخاصة ، الزوجة تنتظر دائمًا أن يعاملها زوجها بشكل مختلف عن أصدقائه ومعارفه وباقي عائلته ، تحب أن يسر إليها بأخباره الجديدة، ومشاريعه المستقبلية ،
وتغضب بشدة إن علمت بأمر ما يخص زوجها من أحد ، إنها تتوقع أنها الأهم في حياة زوجها ، ولذا فمن الطبيعي أن يهتم بها أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم.




معاهدة جرحى الحب


لدينا بشأن الحرب معاهدة "جنيف" التي أقرت يوم 22 أغسطس عام 1864 والتي تخص أولئك الذين جرحوا في ميدان المعركة، لكن حتى الآن لا توجد معاهدة موقعة تخص أولئك الذين جرحوا في الحب وهم أعظم عدداً وبموجب ذلك صدر المرسوم التالي:


المادة الأولى: يحذر كل العشاق من الجنسين بأن الحب فضلا من كونه نعمة،فهو أمر خطر جدا، مفاجئ وقادر على خلق أضرار جسيمة وبالتالي فإن كل من يخطط للوقوع في شبك الحب ينبغي أن يكون على دراية بأنه يعرض جسده وروحه إلى أنواع مختلفة من الجراح، وأنه لن يكون قادراً على توجيه اللوم إلى الشريك في أيه لحظة، طالما أن الخطر متماثل بالنسبة للطرفين.


المادة الثانية: وفي حالة الجراح الطفيفة التي تصنف باعتبارها خيانات صغيرة والمشاعر المتفجرة قصيرة الأجل فإن العلاج المسمى" العفو" ينبغي أن يطبق بسخاء وبسرعة، وما أن يطبق هذا العلاج فيجب على المرء ألا يعيد النظر في قراره، ولا حتى مرة واحدة ويجب نسيان الموضوع بالكامل وعدم استخدامه أبداً حجة لخلق جدال أ في لحظة حقد.


المادة الثالثة: وفي كل الجراح الحاسمة التي تعرف أيضاً ب"الافتراق" فإن العلاج الوحيد القادر على التأثير هو الزمن، ومن العبث السعي إلى السلوان من قراء الحظ " الذين يقولون دائماً أن الحبيب الضائع سيعود " والكتب الرومانسية التي تختتم دائما بنهاية سعيدة والمسلسلات التليفزيونية الشعبية، وأشياء من هذا القبيل.
ويتعين على المرء أن يعاني بمرارة، ويتجنب تماماً الأدوية المهدئة.


المادة الرابعة: أولئك الجرحى في الحب على خلاف الجرحى في نزاع مسلح هم ليسوا ضحايا ولا جلادين، لقد اختاروا شيئا هو جزء من الحياة، وبالتالي فإن عليهم أن يقبلوا ألم وبهجة اختيارهم أما أولئك الذين لم تصبهم جراح الحب قط، فلن يكونوا قادرين أبداً على القول "لقد عشنا" لأنهم لم يفعلوا ذلك.


الاثنين، 30 نوفمبر 2009

دع حبك يعلن عن نفسه

أحد أكثر أخطاء هذه الحياة تكرارا ، هو ذلك الخطأ المتعلق بالبوح بالمشاعر والأحاسيس .

فمعظمنا يعتقد أنه ما دام يحب شخص ويحمل له مشاعر طيبة ، فإن هذه المشاعر ما تلبث تُعلن عن نفسها بنفسها ، وأن الشخص الآخر إن لم يرها فهو مخطئ ولا يقدر قيمة مشاعرنا النبيلة .

وهذا خطأ كبير ، يُحذرنا من الوقوع فيه علم النفس اليوم ، فلا زالت مدارس علم النفس تؤكد على أنه يجب تعليم اللسان البوح بالجميل من المشاعر والأحاسيس ،

ويحذرون من الاتكال على أن المشاعر الجميلة الطيبة الساكنة في القلب ستعلن عن نفسها وحدها .

أفلاطون ينصحك أن إذا رغبت أن يدوم حبك فأحسن أدبك ، أي اهتم دائما بسلوكك ولتعبر دائما جوارحك عما يسكن قلبك من المشاعر والأحاسيس الجميلة .

وأعظم من قول أفلاطون قول سيد البشر محمد (ص) ، للرجل الذي أتاه يخبره فيه أنه يحب صاحبه ،

فسأله النبي (ص) : هل أخبرته ؟ ـ أي هل قلت له أنك تحبه ـ ، وعندما أجابه الرجل بالنفي ،

قال له النبي (ص) ، إذن اذهب وقل له أنك تحبه ، ثم التفت النبي إلى أصحابه وقال : ( إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره ) .

إننا نعيش في زمن ندر فيه البوح بالكلم الطيب ، والاعتراف بالجميل من المشاعر والأحاسيس التي تسكن الوجدان .

كثير من الأزواج والزوجات يدمنون الصمت تجاه عواطفهم ، وحجتهم ( إنه يعرف أني أحبه ! ) ،

ولا يدركان أن المعرفة شيء ، والبوح شيء آخر تماما .
قل من تجده من الأصدقاء يخبر صديقه بعمق مشاعره تجاهه ، ورغبته الحارة في أن يراه أفضل وأنجح شخص في الحياة ، وحجته ـ كذلك ـ وهل يحتاج الحب إلى اعتراف ؟! .


نعم يحتاج الحب إلى اعتراف وبوح وتأكيد ، تحتاج الأحاسيس الراكدة في عمق الفؤاد أن تسيل كلمات على اللسان لتستمتع بها أذن وقلب المحبوب .

النبي (ص) كان يفعل هذا ، كان يقول لزوجته عائشة ( حبك كعقدة الحبل ، ثم يخبرها بين الحين والآخر أن العقدة على حالها ، أي أنه لا زال يحبها كأول الأمر ) ،

هذا حاله مع زوجته ، ولا يختلف حاله مع أصحابه ، فنراه يقول ( لو كان لي أن أتخذ خليلا ، لاتخذت أبا بكر خليلا ) ، ونراه في إحدى الغزوات يقول ( لأعطين الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله ) ثم يعطيها لابن عمه وزوج ابنته علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

والأمثلة كثيرة ، وعلى هذا الأثر يجب أن نسير يا صديقي ، يجب أن تعبر عن مشاعر الحب التي في قلبك تجاه أهلك وأصحابك ، لا يجب أن تكتم الحب أو تخفيه .

لا يجب أن تتعلل بأن الآخر يعرف حقيقة مشاعرك ، إن قلوبنا كقارورة عطر مغلقة ، لن نستطيع أن نشم شذها ونستمتع بها إلا أذا فتحناها وتنسمنا من عبقها ، فافتح قلبك يا صديقي ، وانثر منه على أذن وقلب من تحب .

ودع حبك يعلن عن نفسه ..

إشراقة : إِن المِحبَّ إِذا أحبَّ حبيَبه ... تلقاه يبذلُ فيه ما لا يبذلُ

احذر فخ ( الأنا) !!!


الكبر لا تخطئه عين ، والمتكبر معروف بين الناس ، الكل يعلمه وربما كان هو المخدوع الوحيد .
المتكبر :
يحترف بناء الجدران العازلة التي تجعل بينه وبين الناس أمدا طويلا ، فهو بمعزل عن الصحبة الطيبة والنصيحة الخالصة والمحبة الصافية ، ولقد عرف رسول الله الكبر فقال (الكبر من بطر الحق وغمط الناس ) قال الألباني صحيح أنظر سنن أبي داوود . إذن فالمتكبر هو امرؤ لا يقبل الحق ، ويتكبر على من هم دونه .
والمتواضع
شخص عالي المكانة ، طيب المعشر ، بسيط في تعامله ، هادئ في تناوله للأشياء ، يقبل النقد ، بل ويساعدك على نقده ، فتراه يبني أسوار من التواصل ، ويمهد لك الطريق للوصل إلى قلبه . فهو رجل يقبل الحق بغض النظر عمن قاله ، ويرى نفسه اقل من الناس ، و يؤمن بأن أكرم البشر اتقاهم لله ، ورب ضعيف مسكين هو عند الله أعلى وأعظم من ملك أو وزير .
والله سبحانه وتعالي يوفق أصحاب النفوس المتواضعة ، يقول رسول الله r (ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته وإذا تكبر قيل للملك دع حكمته ) (حسن) أنظر صحيح وضعيف الجامع الصغير للألباني . فالله سبحانه وتعالى هو الذي يرفع ويضع ، وإن ظن المتكبر عكس ذلك وتوهمه . يقول رسول الله r (ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) صحيح .. صحيح وضعيف الجامع الصغير .
يقول الإمام علي بن أبي طالب :
حقيقٌ بالتواضعِ من يَموتُ ويكفي المرءَ من دُنْياهُ قوتُ
فيا هذا سترحلُ عن قريبٍ إِلى قومٍ كلامُهمُ سكوتُ
إنك أخي الحبيب لن تكسب قلب ، ولن تهنأ بصديق ، أو صاحب ، مالم تتواضع وتخفض جناحك لإخوانك .

فالله سبحانه وتعالى لا يحب المختال الفخور ، ويقذف في قلوب عبادة عدم الميل إليه حتى يدع ما به من كبر وتغطرس ، يقول سبحانه وتعالى على لسان لقمان لبنيه ({ولا تمش في الأرض مرحا) ويفسرها قتادة بقوله (قال: لا تمش فخرا وكبرا، فإن ذلك لا يبلغ بك الجبال، ولا أن تخرق الأرض بفخرك وكبرك) الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي. وأخرج ابن أبي الدنيا، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رأى رجلا يخطر في مشيه فقال: إن للشيطان إخوانا .
فحري بالمؤمن أن يتواضع و أن يخفض جناح الرحمة للناس .
الكِبر تبغضُهُ الكرامُ وكل من يبدي تواضعَهُ يَحبَّ ويحمَدُ خيرُ الدقيقِ من المناخلِ نازلٌ وأخسُّهُ وهي النخالةُ تصعدُ لقد عرف ربنا جل وعلا صحابة نبيه الكرام بأنهم رحماء بينهم فقال سبحانه (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) (29) الفتح . ويقول النبي (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) . السلسلة الصحيحة للألباني .ويقول أيضًا r ('إنما يرحم الله من عباده الرحماء) صحيح ( صحيح الجامع للألباني) .
الرحمة هي نبض العلاقات الإنسانية ، والوريد الذي يغذي البشرية بأنبل معانيها .
وهل قست الحياة علينا إلا بعد أن رأت باسنا بيننا شديد ..؟؟؟؟ .
تواضع أخي ترتفع .
 واعلم أن أعظم المتواضعين هو حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ، ولقد حدث أن دخل عليه يوما رجل ، وفي ظنه أن سيقابل ملكا وأبهة ، وعندما دخل عليه أخذت ترعد فرائصه فقال له صلى الله عليه وسلم : هون عليك فإني لست بملك إنما أنا بن امرأة تأكل القديد . رواه بن ماجة وقال الألباني صحيح.
ولقد كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت من المدينة في حاجتها . رواه بن ماجة وقال الألباني صحيح .
يقول الدكتور عبدالكريم بكار حفظه الله : ( إن التواضع فوق أنه تعبير دقيق عن العظمة الحقيقية ، قليل التكلفة على المستوى الشعوري والعملي ، فالمتواضع يبدو دائما أقل من حقيقته ، ولذا فإنه يظل يكبر في أعين الناس دون جهد يبذل ، كلما كشفت لهم الأيام عن جواهره المخبوءة ! على حين المتكبر يضع نفسه في امتحان دائم فهو رجل عريض الدعاوى ، وعليه باستمرار أن يثبت أنه ليس أقل ما يُعرف عنه ، وهيهات هيهات أن يتم له ذلك !
إن الكبر يولد باستمرار التوتر المرضي لدى صاحبه ولدى المجتمع الذي يعيش فيه ، ويكفي في ذلك ما يحدثه المتكبر في المجتمع من معادلة الاحتقار المتبادل ! وقد أحسن من شبه المتكبر بالصاعد في الجبل يرى الناس صغارا ، ويرونه صغيرا . إن المتواضع كالأرض المنخفضة تجتمع فيها خيرات السماء ، على حين تغادر القمم والسفوح ! ولو لم يكن في التواضع سوى جعل صاحبه قادرا على جذب من هم أكثر منه تفوقا لكان مكسبا كبير ! . مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي . أ .د : عبدالكريم بكار .
تَوَاضَعْ تكنْ كالبدرِ لاحَ لناظرٍ على صفحاتِ الماءِ وهو رَفيعُ
ولا تكُ كالدخانِ يعلو تَجـــَبُّراً على طبقاتِ الجَوِّ وهو وَضيعُ
قصـــة مغرور :

منذ عدة سنوات، فاز أحد الأشخاص بالانتخابات النيابية في انجلترا، وأصبح عضواً في مجلس العموم البريطاني، كان هذا الرجل من احدى القرى الصغيرة خارج مدينة لندن لدى فوزه بالانتخابات، اعتراه شعور بالكبرياء، إذ أصبح له منصب هام في الحكومة البريطانية.
ذات يوم اصطحب هذا الرجل زوجته وأولاده في زيارة للندن، ليريهم مكان عمله، ومعالم تلك المدينة الشهيرة، وبينما هم يمشون وينظرون إلى تلك الأبنية العظيمة، كان هذا الرجل يفسر باعتزاز تاريخ تلك المباني التي كانوا يزورونها، وأخيراً اقتادهم إلى مبنى West Minster Abbey الشهير، حيث تقام كل المراسم الدينية للعائلة المالكة في بريطانيا.
لدى دخول العائلة ذلك المبنى، بانت معالم الذهول على وجه ابنته الصغيرة البالغة من العمر ثماني سنوات، نظر إليها والدها بافتخار، ثم سألها: بم تفكرين يا ابنتي؟ فأجابته قائلة: أفكر يا والدي كم تبدو أنت كبيراً في منزلنا، وكم تبدو صغيراً في هذا المكان ..!!!!!!!!!!!

السبت، 21 نوفمبر 2009

الجنس في الإسلام.. عالم مذهل

يقول الله –سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز:
"نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنَّى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقو الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين" سورة البقرة 223.



بدأ الله تعالى بتوضيح من يريد توجيه الحديث إليه، وأراد أن يبين بشكل ليس فيه شك أنه يخاطب الرجال ولذلك بدأ حديثه للرجال قائلاً: "نساؤكم" وفي ذلك أكثر من دلالة:


الدلالة الأولى هي الجنس الموجه له جميع الكلام الذي سيأتي في هذه الآية وهو جنس الرجال..


والدلالة الثانية هي إبراز الانتماء لهذا الجنس "الجنس الذكري" باستعمال الكلمات: "نساؤكم، حرث، لكم" وهو مثل ضرب عصفورين بحجر فهو في المقام الأول مخاطبة لغريزة التملك والشعور بالسمو الذي يثلج صدر الرجال ويرضي غرورهم وفي المقام الثاني تذكير لهم بأن في ذلك مسئولية عن هؤلاء النساء بصفتهن ينتمين للرجال وعلى ذلك يجب المحافظة عليهن كما هي الحال في أي شيء يكون الرجل مسئولاً عنه.


أما الدلالة الثالثة فهو تعظيم لشأن المرأة من خلال بداية الآية بالحديث عنها وبما تحتويه الآية الكريمة من حقوق فسيولوجية ونفسية لها ربما يغفو عنها البعض ويجهل البعض الآخر وضعها في مصافها الصحيح.. كل هذه المعاني العميقة والجميلة تقع في هذه الكلمة الصغيرة.. "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً" سورة الكهف آية1.


أما الكلمة الثانية في هذه الآية المعجزة فهي كلمة "حرث" والغرض من اختيار تلك الكلمة تحديدا في هذا الموقع هو ربط العلاقة الجنسية في هذه المقاطع الخاصة بالرجال وتذكير الرجال بأن هؤلا النساء أو هؤلاء الزوجات هن السبب في وجود الذرية أو ثمار الحرث، والغرض الثاني من اختيار كلمة حرث "أو ربما هو الغرض الأول" هو تحديد مكان القيام بالعلاقة الجنسية وهو مكان الولادة أو إنجاب الحرث وفي هذا تخصيص من ناحية واستبعاد لكل احتمال آخر من ناحية أخرى والمقصود بالاحتمال الآخر هو الإتيان بالمرأة من ناحية والشذوذ الجنسي والأداء الشاذ من ناحية أخرى حيث إنه في غير موضع الحرث أو الإنجاب وتأتي كلمة "لكم" لصيقة بكلمة "حرث" أيضاً لتذكير الرجال أن الأمر يخصهم أولاً وأخيراً وأن ذاك الحرث هو منهم وإليهم مما يثير غريزة التملك في النفس البشرية والتي هي أكثر حدة في الرجل عن المرأة وأيضاً يذكر الرجل أن النساء أهل للمكانة الرفيعة بصفتهن أمهات الأبناء الذين هم قرة الأعين وغاية المنى ومدعاة التباهي والفخر للجنس البشري...


وهنا لا أدع هذه الفرصة قبل أن أهمس في آذانكم أصدقائي الأعزاء فأقول إنكم مهما أطلقتم العنان لتصوراتكم فإنكم لم تكونوا لتستطيعوا تخيل منزلتكم عند آبائكم وأمهاتكم ولا أن تتخيلوا كم الأمل والترقب اللذين يصاحبانهم طوال فترات تربيتهم لكم فيكون ما يصيبكم من نسمة هواء بالنسبة لهم الإعصار وما قد تفعلون من أخطاء بالنسبة لهم هو الفشل المجسد وما تقعون فيه من زلات هو الجحيم بعينه.
وهنا أقول لكم يا أصدقائي الأعزاء إنني لا أحب الكلام التقليدي ولا النصائح المكررة ولكني أقول لكم أشفقوا على آبائكم وأمهاتكم مما تفعلون من حماقات وأنا أعلم أنكم وصلتم إلى نضج كاف تفرقون به بين الخطأ والصواب، واعلموا أنهم الوحيدون -وأكرر الوحيدون- في هذه الدنيا الذين يريدونكم أحسن منهم..
واعلموا أيضاً أن سعيكم لرفع رءوسهم فخراً بكم هو عمل مأجور في الآخرة من رب العالمين ومبارك في الدنيا بدعائهم لكم فاحرصوا عليه واستحضروا نية بر الوالدين.


نستأنف رحلتنا بالمقطع الثاني في الآية الكريمة وهو: "فأتوا حرثكم"..


والدلالة العظيمة هنا ترتقي إلى مستوى الحروف، فحرف "الفاء" في اللغة العربية يفيد السرعة والترتيب ودلالة ذلك هو تفضيل الإسراع بالزواج والتبكير به لما في ذلك من تحصين وعفاف للطرفين، وخاصة للرجال –الذين قصدت إليهم المخاطبة في هذه الآية كما سبق واتفقنا- بحكم أن الرغبة الجنسية لديهم أكثر إلحاحاً وشدة وقد أكد الرسول -صلى الله عليه وسلم- على هذا المعنى في حديثه الشهير "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج"، أما ما جاء بعد هذا الحرف القيم فهو فعل الأمر "ائتوا" وأكرر هو فعل أمر، وفي هذا معنى جميل ورائع قد يكون أيضاً غائباً عن الأذهان وهذا المعنى هو حفظ شديد، ودفاع صريح عن حق المرأة في علاقتها الحميمة بزوجها، وليس كما يظن بعض الرجال أن هذه المسألة خاضعة لاحتياجاتهم وحدهم أو لأمزجتهم الشخصية أو ظروف حياتهم المختلفة والتي قد تنقص عن مستوى احتياج المرأة لهذه العلاقة، مما يعد تقصيرا في حقها كإنسان له احتياجاته الفطرية وبما أن الله هو فاطر الرجل والمرأة ولأنه يعلم ما تتصف به من حياء قد يمنعها أحياناً من طلب هذه العلاقة أو السعي وراءها فقد حمل -الله سبحانه وتعالى- عنها هذا العبء ووجه هذا الأمر المباشر للزوج لحفظ حقها في الأداء الجنسي الحلال الذي يعصمها من الوقوع في الفتن وشرورها...


وهنا قد يتطرق إلى ذهن قرائي الأحباء أن القاعدة العامة تقول إن رغبة الرجل أكثر وأشد بطبيعة الحال من رغبة المرأة؛ فكيف إذن تكون هناك مشكلة عدم إقبال الرجل على العلاقة مما يتعارض مع حق المرأة واحتياجها؟! وهنا أقول إن ذلك بالقطع صحيح كقاعدة عامة، ولكن لكل قاعدة شواذ ومن هذه الشواذ هي تلك الحالات التي تكون رغبة الرجل في الإقدام على العلاقة محدودة أو أن يكون وقته ليس فيه متسع كاف لإيجاد الوقت اللازم لامرأته "كزوجة" فيه، ولذلك كان هذا الأمر الموجه للرجال حتى ينتفى كون المسألة خاضعة للمتغيرات مثل اتساع الوقت، والحالة المزاجية، أو الأمزجة الشخصية...


وكما كفل الله للرجل حقه في امرأته وأمرها أن تجيب له مأربه فيها وإن كانت على التنور "في الحديث الشريــف" على لســان ســـيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- أيضاً كفل الله -سبحانه وتعالى- نفس الحق بأمر رباني قرآني مباشر للرجل ألا يدعها حتى تطلب هي إليه هذه العلاقة "وإن كان لا شيء في ذلك كما ورد عن السيدة عائشة -رضى الله عنها"؛ لأن بعض النساء قد يمنعهن حياؤهن من ذلك كما سبقت الإشارة.. أما الكلمة التالية في الآية الكريمة فهي "حرثكم" وفيها توكيد بالتكرار عن دلالة إتيان الزوجة لأنها أم للذرية المحببة لدى الرجل والتي تخاطب غريزته كرب أسرة وأب لأولاد "راجع المقال السابق"...


تأتي بعد ذلك كلمة صغيرة في الحجم، عملاقة في المعنى والدلالة، وهي ظرف "بلغة النحو والقواعد اللغوية" ولكنها تتمتع بمعان أكثر عمقاً بكثير مما قد نتخيل هذه الكلمة هي "أنَّى" فهذا الظرف لغوياً يفيد أكثر من معنى:


المعنى الأول: وقتما وفي ذلك حث على تنويع توقيت القيام بالعلاقة الجنسية فللزوجين إقامة العلاقة في أي وقت من أوقات اليوم ماداما ليسا صائمين.. أما الآن في العلوم الجنسية الحديثة وخاصة علم النفس الجنسي فنجد أن العلماء ينادون بهذا التنويع في توقيت أداء العلاقة الجنسية لما في ذلك من مساهمة في كسر الملل الذي أحياناً ما يحيط بالعلاقة الزوجية وخاصة بعد السنوات القلائل الأولى من الزواج.


المعنى الثاني: أينما، أي في أي مكان وفي ذلك حث على تغيير مكان إقامة العلاقة، ومكان العلاقة هنا ليس معناه المنزل أو البلد فقط ولكن أيضاً على حدود أضيق بمعنى تغيير الغرفة أو حتى تغيير مكان الأداء داخل نفس الغرفة وقد أثبت البحث في علم النفس الجنسي أيضاً أن لذلك دخلا كبيرا ومساهمة جيدة في كسر حدة الملل التي تتسرب إلى نفس الزوجين من جراء القيام بالعلاقة دائماً في نفس المكان وبنفس السيناريو مما يقلل من البهجة المصاحبة لها.


المعنى الثالث: كيفما، وهنا يجب أن تكون هناك وقفة وهذه الوقفة هي تلك الدلالة العظيمة لهذا المعنى الكامن والذي يمثل فقط ثلث المعاني المتضمنة في كلمة "أنّى" أتعرفون هذه الدلالة؟! إنها الأوضاع الجنسية تلك الأوضاع التي لم يبدأ الاهتمام بها وبمساهمتها في زيادة المتعة الجنسية وتحقيق التشبع النفسي والعاطفي إلا منذ عقود قليلة، وفتح باب الابتكار فيها حتى وصلت الأوضاع الجنسية المعروفة الآن إلى بضعة مئات وأتحدث بالطبع عن الغرب وعلمائه الذين اهتموا بمسألة الأوضاع الجنسية تلك، ونسبوا إلى أنفسهم ما ليس لهم من فضل في ابتداع هذه المسألة وتأثيرها العظيم في أنفس شركاء العلاقة الجنسية.


للأسباب السابق ذكرها أوليس أولى بنا أن نفخر ونفخر ونفخر بديننا الذي لم يترك تفصيلة -ولو بهذه الدقة- إلا وعرض لها ما يكفيها ويزيد من تفسير وتعريض وتفصيل!!!


وجدير بالذكر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سئل ذات يوم: "أيأتي الرجل امرأته من دبرها؟ فأجاب -صلى الله عليه وسلم- قائلا: "من دبرها في قبلها" والوضع المقصود هنا هو الوضع المسمى حالياً بالوضع الفرنسي فيا للعجب!! حتى نحن -العرب والمسلمين- نسميه بالوضع الفرنسي!! أليس من الأحرى بنا أن ننسب الفضل لأصحاب الفضل؟!


تأتي بعد ذلك كلمة "شئتم" لتصير الجملة: "أنَّى شئتم"


وفي هذا أيضاً دلالة، تلك الدلالة هي أن تبديل وتوفيق كل المتغيرات السابق الإشارة إليها "بلغة الرياضيات" هي حرية بحتة ومكفولة للزوجين وإذا تفكرنا قليلاً في نتائج هذه التباديل وتلك التوافيق لوجدنا أن احتمالات التغيير في طريقة أداء العلاقة هي احتمالات تربو على العشرات وربما المئات مما يتنافى قطعاً مع الشعور بالملل الجنسي، ذلك الملل الذي هو قنبلة موقوتة تهدد الحياة الزوجية أيا كان مقدار الاستقرار فيها فالعلاقة الجنسية هي إكمال واستكمال لنسيج العلاقة الزوجية وهي كالمرآة التي تعكس الحالة المزاجية العامة وأيضاً الحالة المعاملاتية -إذا جاز التعبير- لما يجري بين الزوجين، هي على الجانب الآخر المبعث أو المصدر لحالة الراحة الزوجية والمناخ الصحي وسلام الأنفس وهو ما يزين العلاقة الحياتية بين الزوجين فيربحون من خير الدنيا راحة البال والقدرة على العمل والإنتاج وهدوء النفس ومن خير الآخرة أجر الطائعين العابدين إذا سبقوا نية الطاعة لله -سبحانه وتعالى- والتأسي برسوله الكريم صلى الله عليه وسلم


لقد انتهينا من الجزء القائل "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم" أما الجزء المتبقي لنا فهو "وقدموا لأنفسكم واتقو الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين"..


ولنبدأ بفعل الأمر الثاني في هذه الآية والموجه أيضاً للرجال وهو "وقدموا" ولكن مهلاً فهناك حرف قبل هذا الفعل أيضاً وله دلالة عظيمة أيضاً أتدرون ما هو يا أصدقائي؟ إنه "و".. نعم.. إن حرف الواو هنا ليس مجرد ذلك الحرف الذي نستعمله في الجملة الواحدة أكثر من مرة أو في المحادثة الواحدة أكثر من عشرات أو ربما مئات، إنه هنا لفظ قرآني وكما نعلم أن ليس في القرآن زيادة ولا نقصان، فسبحان منزِّل القرآن أن يزيد أو ينقص منه القرآن ولو في حرف، إذن فوضع هذا الحرف هنا لابد وأن يكون مقصودا..ً نعم إنه بالفعل كذلك إنه حرف الواو يا أصدقائى في اللغة العربية وقواعدها هو حرف عطف يفيد المعية أي أن ما يأتي قبله لا بد أن يأتي مع ما بعده فمثلاً حين أقول "حضرت عبير وأمل" فلا بد أن الاثنتين قد حضرتا لأن حرف الواو جاء بين اسمهما..


إذن وجود هذا الحرف في هذا المكان من الآية تحديداً لا بد أن يثير انتباه القارئ المتدبر للقرآن أن ينتبه لما جاء قبله أي أنها دعوة للتوقف ومناظرة ما جاء قبله، قبل الالتفات إلى ما سيجيء بعده لأن كلا الحديثين لا بد -وأكرر لابد- أن يأتيا معاً.


فلنعرض سريعاً ما جاء قبل الواو: إن الله -سبحانه وتعالى- يوجه حديثه للرجال متحدثاً عن نسائهم ويذكرهم أن هؤلاء النساء هن لهم بحلال الله وهن موضع الإتيان بالولد أو الذرية التي تصبو كل نفس إليها وذكرهم بخصوصية هذا الأمر لهم وأمرهم أمراً مباشراً بالزواج المبكر وحثهم على العلاقة الجنسية بشكل واضح مع كفل حرية المكان والزمان والكيفية في أدائها مما يزيد من مقدار الاستمتاع والإشباع الجنسيين "راجع المقالين السابقين"..


أما وجود حرف "الواو" بعد كل هذا فهو بمثابة دعوة للتوقف والتنبيه وهو أيضاً بمثابة شرط أن ينتبه المتفكر في الإسلام إلى أن كل هذه الحريات قبل الحرف معلقة على ما سيأتي بعده بسبب شرط المعية الذي يتطلب وجــــود حرف الواو فماذا يكون هذا الشرط الذي علق الله -سبحانه وتعالى- عليه كل هذه الحقوق المكفولة للرجل والمرأة فيما يختص بالعلاقة الجنسية والتي أتت قبل "الواو"؟ هذا الأمر هو فعل الأمر الذي أتى بعد الواو وهو "قدموا لأنفسكم"..


وهنا أيضاً يجب تقسيم هذا المقطع إلى قسمين:


القسم الأول: "قدموا" والمقصود هنا مداعبة ما قبل الجماع والملاطفة التي تسبقه أي "الرسول" الذي أمر به سيد الخلق "صلى الله عليه وسلم" في حديثه الشهير: "لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول.. قيل وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام" والمقصود هو الكلام المعسول والغزل اللطيف الذي عادة ما يبدأ به الزوج "وأقول عادة وليس دائماً" ربما لشدة حياء الزوجة ولذلك جاء هذا الأمر المباشر للرجال في سياق الحديث الموجه لهم في هذه الآية، هذا الأمر بالتقديم للعلاقة، إذن فما بال الكلمة "لأنفسكم" ؟!


إن هذه الكلمة أيضاً لها دلالتان:- الدلالة الأولى هي المعنى اللغوي المحتمل الأول وهو المعنى الذي يفيد ما سبق من التقديم قبل الإقدام على الفعل وهو يقال بالصيغة اللغوية "التقديم للنفس".


أما الدلالة الثانية، وهي دلالة معجزة في المعنى، والمحتوى العميق، لقد ثبت بالأبحاث العلمية فيما يتعلق برد الفعل النفسي في أثناء الدورة الجنسية أن المرحلة الثانية من الدورة الجنسية -وهي مرحلة الإثارة الجنسية- يرتفع فيها مقدار الإثارة بمقدار الاستعددات السابقة للعلاقة الفعلية أي التقديم للعلاقة حيث إنها مرحلة تحضيرية نفسية وعضوية، مما يتيح تجهيز الغدد الجنسية للأداء المثالي ولترطيب المجرى التناسلي عند الرجل والمرأة كليهما، فتكون العلاقة أكثر سلاسة وأكثر سهولة مما يحسن من النتائج ويزيد من الإشباع النفسي والحسي الناتجين عن العلاقة "راجع الدورة الجنسية".. أي أن الله قد وضع هذا الشرط وهو شرط التقديم لمصلحة كل من المرأة "ليتم تحضيرها نفسياً وعضوياً" والرجل أيضاً "حيث يعود هذا التقديم عليه بالنفع الشديد"..


وهنا أيضا يخاطب الله غريزة حب الذات لدى الرجل الذي يحب نفعه الشخصي أكثر من نفع الآخرين، وهي غريزة متأصلة في الجنس البشري وخاصة الرجال منهم فيكون ذلك لهم بمثابة طمأنينة واستزادة من المتعة وأعود فأقول: سبحان الخالق العظيم فاطر الرجل والأعلم بغرائزه واحتياجاته، وفاطر المرأة والأعلم بطباعها واحتياجاتها فالأيسر لنا إذن أن نطيع الأعلم بنا وبصالحنا وباحتياجاتنا ففي ذلك -قطعاً- صالحنا بل سعادتنا في الدنيا والآخرة.


وفي ذلك لم يكتف رب العالمين بالإشارة إلى ما فيه صالحنا ولكن أراد توكيد ذلك بإعادة تذكير الرجال من خلقه بأن عليهم تنفيذ ما جاء في هذه الآية من أوامر في قوله تعالى: "واتقو الله"، وهو أمر بالتقوى والتذكير بوجوبها في صورة السمع والطاعة، ثم هناك توكيد وتذكير آخران في المقطع التالي من الآية وهو قوله تعالى "واعلموا أنكم ملاقوه" والتذكير هنا هو بلقاء الله سبحانه وتعالى أمام عرشه، وبالتالي سؤاله لعباده عن الأوامر الواردة في مستهل الآية مما يتضمن أيضاً أن الحرية في اتباع هذه الأوامر أو عدمها غير مكفولة لأبناء آدم من الرجال ولكن عليهم الطاعة؛ حيث أمروا أيضاً بتقوى الله وذكروا بلقائه لحسابهم عن هذه الأوامر، وعن طاعتها من عدمها، وفي ذلك حفظ أكبر من السابق لحقوق الزوجة لدى زوجها، ويصل هذا الحفظ إلى أدق التفاصيل وحتى تلك التي تخص علاقتها الجنسية بزوجها فسبحانك يا الله، يا حنان، يا منان، ياعظيم العفو والعلم.


ثم تختتم الآية الكريمة الجميلة بل الرائعة بقوله تعالى "وبشر المؤمنين" يا للعظمة والجمال فها هي البشرى قد جاءت من رب العالمين لمن ينفذ ما جاء في هذا "الكتالوج" الجنسي الرباني وهي بشرى لم تحدد بكونها دنيوية أم أخروية مما يدل على أنها تخص الاثنتين معاً.. الدنيا على المستوى النفسي والجسدي، والآخرة على كون المنفذ مؤمناًَ وطائعاً فهل هناك ما هو أعظم من ذلك؟!


الآن ظهرت الرؤية.. اتبع الأوامر القرآنية بأن تحصن نفسك بالزواج تم تزوج واهتم بزوجتك وحافظ عليها.. انظر بعين الاعتبار إلى أداء العلاقة الجنسية بشكل منتظم دون انقطاع طويل للقيام بذلك على أكمل وجه.. اهتم بالمداعبات والملاطفات الخاصة بمرحلة ما قبل الجماع.. قم بالعلاقة الجنسية وتجنب المحرم منها.. ادع الله أن يأتيك منها بالذرية الحسنة الصالحة.. اعلم أنك مراقب في كل هذه الأحوال من قبل واضع هذه التعليمات "سبحانه وتعالى" فهو السميع البصير وهو اللطيف الخبير... وأبشر إذا قمت بذلك فإن لك من الدنيا سعادتها ومن الآخرة فرحها وبشراها.


أرأيتم يا أصدقائي؟! ألم أخبركم أنها رحلة ممتعة تلك التي غصنا فيها معاً داخل هذه المعانى الجميلة والتي لا يجب أن نتوقف عندها لمجرد اللحظات التي تستغرقها قراءتها ولكن علينا أن نتفكر فيها ونتذوق حلاوة معانيها...

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

ما بعد الزواج..للكبار فقط!!





هنالك ما يشبه الإجماع التام بين المتزوجين على أن أيام الخطبة هي أجمل اللحظات في حياة كل منا..!!
تلك اللحظات التي كنا نطمئن على من نحب في الهاتف، ونعاود الاتصال كل عشر دقائق لأننا فجأة أصابنا القلق عليه! ونقطع المسافات حاملين الهدايا دون أي مناسبة تذكر.
نصبح أطباء فجأة لنؤكد له أن صوته ليس على ما يرام ويجب أن نصحبه للطبيب!!.
نكون عشاق طيبين، قادرين على التسامح والتفهم والمحافظة على نبرة الصوت منخفضة طوال الحديث الذي قد يستمر لساعات طوال!.
ثم نتزوج، وفي أذهاننا أن الحب ليس هنالك مبرراً لانتهائه.
لكننا وبعد مدة نرى شيئاً عجيباً،يتغير تفاعلنا مع شريك الحياة، ونرى ما كان يسعدنا بالأمس، يضايقنا اليوم!
كلامه المبهر صار هرطقة! شخصيتها القوية صارت عناداً، التزامه بكلمته صار تعنتاً، رومانسيتها الجميلة أصبحت مملة!!.
ويذهب الحب إلى مكانه المعتاد.. دفتر الذكريات!!.
إن بوابة الحب لا تغلق في وجوه المحبين من تلقاء نفسها،لكنهم هم من يغلقونها بأيديهم!، ويضعون عليها الأقفال عندما لا يرون الأعطيات التي من الله سبحانه وتعالى عليهم.
يغلقونها ورائهم في عنف عندما يغضون الطرف عن النعم التي يستطيعون التمتع بها وتذوقها.
الرسول صلى الله عليه وسلم كان من أبسط خلق الله، وأكثر من وطأ هذه الأرض رضا، وأشدهم تواضعاً وقناعة ومع ذلك كانت حياته الزوجية كأجمل ما يكون وأروع مما قد نتخيل.
كان يضحك ويسمر ويلاعب زوجاته ويتقبل مشاكساتهم ويستمتع بأحاديثهم.. رغم مشاكله وهمومه والضغوط التي يواجهها في سبيل نشر الدعوة.
إن ما أدعو إليه هو أن نحاول التوفيق بين سعينا الدءوب في الحياة من أجل النجاح، والحرص على ألا يسرقنا هذا السعي من التزاماتنا الاجتماعية والعاطفية.
حتى يستمر الحب فإن د.جوتمان أعطانا وصفة للسعادة الزوجية من خلال التأكيد على إن سعة الصدر وذكر صفات الشريك الإيجابية أثناء الخلاف بدلاً من الحديث على صفاته السلبية فقط، مثلاً بدلاً من أن يبدأ كل طرف بكيل الاتهامات للطرف الآخر دون حساب يمكنه أن يقول له مثلاً:" دائماً أنت حليم وهادئ لماذا العصبية هذه المرة"، وفوق هذا أن يتمتع بروح الشجاعة تؤهله للاعتذار عندما يشعر بأنه أخطأ.

ثم أخبرنا بمجموعة من الممارسات الرومانسية التي يرى بأهميتها في حياتنا فهو يرى بأن الأزواج السعداء يفعلون ما يلي:


1) قبل الانصراف: أي قبل أن يفترقا صباحاً للذهاب إلى العمل، يتحدثان لفترة "دقيقتين تقريباً" عما سيفعلاه في يومهما.


هذا شيء مهم جداً على بساطته،فتلك الدقائق البسيطة كأنها إعلان بينهما،أن القلوب متصلة،حتى وإن افترقت الأجساد.


2) عند اللقاء: يتحدثان بعد المجيء من العمل لمدة "20 دقيقة" يفرغان فيها ضغوطهما، ويتحرران من جو العمل.


3) ممارسة عاطفية: لمس، ضم ، تقبيل، بحنان وحميمية وعطف لمدة " 5 دقائق".


4) التقدير والإعجاب: كأن يثني على قوة الطرف الآخر، وذكائه، وحكمته،وعاطفته،وحسن تصرفه لمدة "5 دقائق".


5) اللقاء الغرامي: وهو جلسة عاطفية، أو لقاء حميم، لمدة " ساعتين" يويماً.


ويقول د.جوتمان أن تكريس خمس ساعات أسبوعية مقسمة كما أوضحنا في النقاط السابقة،من شأنه أن يرفع من مستوى أدائنا العاطفي، ويسمح بانتعاش الحب، حتى آخر العمر.


علمتني الحياة أن هنالك ثمة تحدياً يسكن في كل خطوة نخطوها، وأننا في سبيل نيلنا للسلام الداخلي المنشود نحتاج إلى التغلب على كثير من هذه التحديات وقهرها.
أحد أهم التحديات هو اضطرابات الحياة من حولنا ومحاولة التوفيق بين الطموح من جهة والرضا بما وهبنا الله سبحانه وتعالى من جهة أخرى، بمعنى آخر أن لا ندع تطلعنا للغد يسرق منا استمتاعنا بحلاوة اليوم.


كن رومانسياً وافعل ما يلي:


 
• امسك يديها بمناسبة أو بدون مناسبة.. فهذا ما يشعرها بالطمأنينة والراحة.

• لملم خصلات شعرها التي تنساب على وجهها.

• عندما تنفعل... قل لها أحبك!.

• عندما تبكي- لأي سببُ – امسح دموع عينيها بأطراف أناملك.

• قبل جبينها ويدها وأشعرها بأنها نعمة من الله.

• اسألها عن الأشياء التي تثبت لها أنك دائم التفكير فيها مثل "ماذا قالت لك الطبيبة؟-ماذا صنعت مع صديقتك التي أغضبتك؟-هل برأ والدك من الوعكة التي ألمت به؟".


أن نحب ليست هذه القضية..أن نحتفظ بالحب..هذا هو التحدي!.


حتى الحب يا أصدقائي يحتاج إلى مهارة كي نستطيع الحفاظ عليه


 
نعتقد نحن الرجال أن كلمة أحبك التي قلناها في بداية الزواج يمكن أن تظل محتفظة برونقها وصلاحيتها حتى آخر العمر!.
فيرى الزوج أنه ليس بحاجة إلى دفع ضرائب جديدة على الزواج!، وأنه ما دام قد قال لزوجته أحبك ذات يوم،فالأمر ليس بحاجة لتأكيد طالما حتى الآن لم يخبرها بالعكس!.
في السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لزوجته السيدة "عائشة" رضي الله عنها ذات يوم:" حبك كعقدة الحبل" دلالة على متانة علاقته صلى الله عليه وسلم بها، فكانت – كما تروي كتب السيرة- تسأله بين الحين والآخر:"كيف حال العقدة؟"، فيقول لها صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم "على حالها"، هذه الحالة الجميلة والفريدة من الحب، تؤكد لنا حاجة إحدى أعقل النساء لسماع كلمات الحب، وتجاوب أشرف الخلق مع هذا الميل الفطري.
معظم الرجال لا يستوعبون هذا الأمر، يقول أحدهم لزوجته:"إني أعمل من أجلك، أحاول توفير أقصى حياة كريمة لك هل بعد هذا تحتاجين تأكيداً لحبي لك؟!".
لكن طبيعة الزوجة-عزيزي الزوج- تحتاج دائماً إلى دعم عاطفي لا ينقطع، إنها تتشكك في الحب إن لم تغده عبارات رومانسية مستمرة.


إذن فالدعم الأول للزوجة هو قول كلمة "أحبك" بكامل مشتقاتها"أشتاق إليك-أعشقك-أهواك" وبشكل مستمر ودائم.


الدعم الثاني يكون باستخدام وسائل التعبير عن الحب..عن الهدايا إن شئت التوضيح!.


كل البشر بلا استثناء تعجبهم الهدية وينتشون بها، فإن أروع ما في الزوجة أن الهدايا البسيطة تمثل لها الكثير، لا زالت الوردة هي المتحدث الرسمي باسم الحب،وما زال العطر يحتل مكانة متقدمة في قائمة أكثر الهدايا إسعاداً للزوجة.


كلنا في مرحلة الخطبة كنا نحضر البطاقات الجميلة ونزينها بعبارات رومانسية رائعة،كلنا أحضرنا الوردة الحمراء وحافظنا عليها كي تصل إلى المحبوب برونقها وجمالها،إلا أننا لسبب ما توقفنا عن فعل هذه الممارسات البسطية فخسرنا بذالك الكثير وفقدنا جزء غير قليل من الرومانسية!.


الدعم الثالث: هو القيام بالواجبات المنزلية البسيطة،قد لا تدرك صديقي الزوج كم تسعد المرأة عندما تلقي بكيس القمامة في الخارج، أو تحضر الملابس من المغسلة، أو تتصل بها لتسألها عما تريده من "السوبر ماركت" .. والأهم ألا تنسى إحضاره.


الدعم الرابع: المعاملة الخاصة،الزوجة تنتظر دائماً أن يعاملها زوجها بشكل مختلف عن أصدقائه ومعارفه وباقي عائلته، تحب أن يسر إليها بأخباره الجديدة،ومشاريعه المستقبلية وتغضب بشدة إن علمت بأمر ما يخص زوجها من أحد، إنها تتوقع أنها الأهم في حياةة زوجها ولذا فمن الطبيعي أن يهتم بها أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم.


لا بد من أفكار للحوار لتنمية العلاقة الزوجية ورفعها إلى أرقى درجات السعادة.


الحوار الزوجي الناجح هو الذي يتحرر من مفردات المكسب والخسارة ، ولا ينتمي من قريب أو بعيد إلى ثقافة الصفقات .
ولقد أحببتُ أن أضع بين يديك مجموعة من الأفكار المهمة، والتي أرجو أن تساعدك على تنمية حوارك الزوجي، كي يكون أكثر فعالية وحميمية :

1.الحوار ليس معناه الحديث من طرف واحد، فهو يتكون من رافدين رئيسيين، الأول "الكلام "، والثاني"الإنصات "، والإنصات ـ رغم عدم اهتمامنا به ـ يعد أحد أهم الاستراتيجيات في إنجاح الحوار، أن تعرف كيف تُنصت يعني أنك قد عرفتَ كيف تكسب أكثر من ثلثي حوارك مع شريكك !
والمبدأ الرئيسي للإنصات الفعال هو "التأييد"، إن شريكك عندما يتحدث إليك فإنما يريد أن يتأكد من أنك قد استوعبت ما يود قوله بشكل صحيح، لذا يصبح من المهم أن تتفاعل معه أثناء حديثه ( نعم ، أفهمك ، اممممم ، ما تود قوله هو .. )، وإذا وافقته على شيء فيجب أن تعلن ذلك ( صحيح ، أوافقك الرأي ، بالطبع )، الإصغاء الجيد يحتاج إلى مثل هذا التفاعل، ويكون هذا التفاعل هامًا إذا كان الموضوع الذي تتحدثان بشأنه هامًا أيضًا ، أما اعتراضاتك فأجّلها حتى يحين دورك في الحديث.

2.عندما يأتي دورك في الحديث، تحدّث عن نفسك، وليس عن شريكك، أخبره بأفكارك ومشاعرك، وليس تفسيرك لتفكيره ومشاعره، استخدم ضمير المتكلم "أنا " وليس ضمير المخاطب "أنت " قدر استطاعتك.

3.لا تتعامل مع الحوار الزوجي بمبدأ ( فائز ـ خاسر)، فالانتصار في الحوار الزوجي يكون بالتفاهم وزيادة الحب والتقارب بين الزوجين، نعم قد نتحاور في نقطة ما ونختلف فيها، لكن لا يجب أن نصل للمرحلة التي يأخذ فيها الحوار شكل المعركة التي لابد أن ينتصر فيها طرف على حساب الطرف الآخر!.

4.قد تتنازل عن شيء من حقوقك إذا لزم الأمر، وقد تغض الطرف عن شيء من سلبيات الطرف الآخر كي لا تسبب له حرجًا أو ضيقًا .والتجاوز والتغافل وغض الطرف عن السيئات من شيم العظماء الكرام .

5.هناك دائما حل وسط يُرضي كلا الطرفين، تأكد من ذلك قبل حوارك مع شريكك .فمحاولة حصر أفكارك في زاوية واحدة لا يفيد، كلاكما لن يسعد إذا ما حاول الآخر أن يُغلّب وجهة نظره بدعوى أنها الحق المطلق، تقابلا في منطقة وسط و ارضيا بها .

6.عند الحديث عن المشاكل الحساسة يجب أن تكون إيجابيًا وتحاول طرح حلول منطقية وواقعية، وأن تتحلى بالكثير من الحنان والتفهم والصبر .فالشكوى المجردة ليست بالشيء الإيجابي، أن تقولي لزوجك مثلا "أنت عصبي"، أو تقول لزوجتك "أنتِ مبذرة"، هذا يجعل الطرف الآخر يأخذ جانب الدفاع والرد والعصبية ، لكن لو قلت مثلاًَ ( حافظ على صحتك من التوتر ـ استعذ بالله وهدئ نفسك)، أو تحدثت مع زوجتك عن الميزانية وسبل التوفير ومحاولة تنظيم الأمور المالية ومشاركتها في ذلك، هنا سوف تصبح الأمور أكثر قبولاً.

7.إذا ما شعرتَ أن الحوار قد تطوّر أو علت سخونته، أنصحك بأن تؤجله لوقت آخر، لا تقل ( انتهى الوقت) فأنت بهذا لا تؤجل الموضوع وإنما تنهيه، لكن قل : "حسنا ما رأيك بأن نؤجله لوقت آخر؟"، ولا تعلل ذلك بأن حالة شريكك لا تسمح بمواصلة النقاش فأنت بذلك تهينه!.

8.لا تتهم أي منطق أو فكرة لدى شريكك بأنها تافهة أو سخيفة، ولا تُحقّر من طريقة تفكيره أو رؤيته للأمور، ليس عيبًا أن تخالفه الرأي، ما دامت مخالفتك له لم تخرج بحوارك إلى التعدي النفسي أو اللفظي عليه.


9.عندما تتحدثان عن مصروفات البيت لا تتطرقا إلى مقدار واحترام كل طرف للآخر، بمعنى آخر إذا كنتما تتحدثان في مسألة مادية فلا تتعرضا لموضوع عاطفي أو العكس، فاختلاط الأوراق يجعل عدم الفهم أمرًا واردًا جدًا، ويشعل الأمور بشكل يصعب معه احتواؤه .

لكِ كي يدوم ما بينكما..أساليب تسحرين بها زوجك!


زوجي عينه زايغة .. كلام زوجي المعسول لم يعد موجود .. نهر الحب يجف وعبارات الغزل تموت هل من حل ؟؟؟؟ .
إن كنت عزيزتي الزوجة تعانين من أي من هذه الأعراض ، فأنت تواجهين مشكلة عاطفية ، تحتاج منك إلى تدبر حال ، وسؤال خبير .
وأحببت أن أساعدك أخيتي باستعراض خطوات تستطيعين من خلالها خطف لب زوجك ، واستعادة قلبه ، والاستحواذ مرة أخرى على مشاعره .إنها أفكارا عملية ، كثيرا ما نجحت في جبر هذا الكسر ، واصلاح هذا النوع من المشكلات ، وهي :

1.اهتمي بعناصر الإثارة : يجب أن ينبهر زوجي ، ضعي هذه الجملة في ذهنك ، وفكري مليا في كيفية ابهاره ، هناك مداخل كثيرة لنيل مأربك ، تهيئة جو البيت ، وإعداد عشاء رومانسي ، وارتداء الثياب المكشوفة قد يكون هو الطريق ،إتصالك به في العمل ، وتلبية مطلب كان قد طلبه منذ فترة ولم تلبية في حينها قد يكون هو السبيل لا تنتظري أن يملي عليك أحد ما يجب فعله ، فكري بجد ، ولكِ خلق الدهاء الأنثوي .

2.اكسري الروتين : توقع زوجك لتصرفاتك أمر في غاية الخطورة ، ومعرفة خطواتك المقبلة سلفا شيء مؤسف وحزين ، إذ أن الابداع كلمة السر والتغيير هو الأمل كي تستعيدي سحرك وتأسرين زوجك .
فإذا لم يعتد زوجك على أن تدلليه فقد حان الآون كي تدلليه ! لو اعتاد أن تناوليه المنشفة من خلف باب الحمام المغلق ، فالوقت مناسب الآن كي تستحما سويا ، إن كان قد تعود صمتك في الفراش فآن له أن يسمع كلمات الحب والإغراء .عدوك الأول هو الروتين ، والتعود هو داء قاتل للسعادة الزوجية .

3.سامحيه .. وصالحيه : لا شك أن زوجك أخطأ يوما ما ، وأنت أيضا اخطأتي ، حسنا .. الاعتذار عما فعلناه والتسامح عما حدث لنا طريق جيد لسحر زوجك ، التسامح دواء وبلسم يهدء كثيرا من توتر الحياة ، ويخفف الضغط الجاسم فوق صدورنا ، فلا تزهدي فيه .

4.ضعفك الأنثوي لا تتخلي عنه : الزوج المتكئ على فراشه المخملي وزوجته جاثية تحت قدميه تداعبه وتدلله صورة منحوته في عقل كل رجل ، لا زال هناك جزء سحري في عقل الرجل كشفك إياها تجعله أسير سحرك وهو الرجولة والاستحواذ ، دعيه يشعر أنك ملكه وأنه قد استحوذ عليك ، كوني له جارية وخليلة ، لاعبيه بضعفك الأنثوي وستملكيه يقينا .

5.حاولي دائما أن تزيلي الشوك من طريقكما : وأقصد بالشكوك الممارسات السلبية التي تمارسينها ، أو تكون سببا في تعكير صفو سعادتكم ، كالجدال العقيم ، ومقارنته بغيره ، وتذكيره دائما بمشكلات معيشية . هذه الأشواك كفيلة بتنغيص حياتك ، ودفعه إلى زهدك ، فاقلعيها حالا .

6.احترميه .. ولا تعانديه : لو سئلت عن نصيحة من كلمة تبهرين بها زوجك لقلت ( الاحترام) ، وإذا سئلت عن صفة واحدة كفيلة بأن تغير صدره تجاهك لقلت (العناد) ، وذالك لأن احترامك لزوجك إقرار غير مكتوب برجولته وقوامته ، وعنادك إياه يخبره باستخفافك به ، وبقراراته ، هناك ثمة شعرة دقيقة تفصل بين التسليم المطلق والاحترام المتبادل ، وبين العناد الصارم والتعاطي الايجابي لوجهات النظر ، أن تقفي في المنطقة الوسط التي تكونين فيها ايجابية بلا تسلط ، ومطيعة بلا سلبية تكونين في المكان الصحيح والذي غالبا ما تفشل فيه معظم بنات حواء .

7.طالبي بحقك فيه : يقول الرافعي في وحي القلم ( لو اتسمت نساء هذا الزمان بالعقل لطالبن بحقهن في الرجل لا بحقهن من الرجل ) ، زوجك يجلس على الكمبيوتر بالساعات ، يطالع التلفاز طوال اليوم . هذا شيء تعاني منه جل البيوت ، ولكن ..صراخك فيه كي يلتفت لك لن يزيده إلا اصرار على عدم الالتفات إليك ، تجاهلك له سيؤدي لنفس النتيجة ، ونصيحتي أن احتالي كي تأخذي بحقك فيه !! ، تعلمي كيف تهزمي الكمبيوتر والتلفاز والهاتف المتحرك .. ولكن حذار من هزيمته هو !.
يسعد زوجك أيما سعادة باصرارك على الفوز به ، واقتناص حقك فيه ، يختال في زهو وهو يرى المعركة المشتعلة من أجل الفوز به بينك وبين أي شيء يشغله عنك ، ولكن إحذري مرة ثانية من أن تدخليه طرفا في هذه الحرب ، فهو الغنيمة لا الخصم ! .
 8.عبري عن احتياجاتك بوضوح : تخلي عن مقولة ( الرجال يعرفون كل شيء ) ، هناك أوقات عدة يخطئ فيها الزوج ـ مهما كان خبيرا ـ في معرفة احاسيس واحتياجات زوجته ، ويحدث لبس يؤثر على سير العملية الجنسية ، لذا عبري عن مشاعرك بوضوح ، وانقلي رغباتك بصراحة ، واسأليه شفويا عما يحتاجه ويريده .
 9.تعبدي لله .. بعشقك له : قال فقهاء المسلمين تزين المرأة لزوجها نوع من العبادة ، وطاعته سبب لنيل رضى الله ، ويقول الامام أبي حامد الغزالي ( من آداب المرأة ملازمة الصلاح والانقباض في غيبة زوجها ـ أي الرصانة والهدوء في غيابه ـ والرجوع إلى اللعب والانبساط ، وأسباب اللذة في حضور زوجها ) . ويحكي الصمعي أنه رأى يوما في البادية امرأة عليها قميص أحمر ، ويديها مختضبة بالحناء ، وتحمل سبحة تسبح بها ، فقال لها متعجبا ( ما أبعد هذا من هذا ؟!) ، فقالت له :ولله مني جانب لا أضيعه وللهو مني والبطالة جانب يقول ( فعلمت أنها امرأة صالحة لها زوج تتزين له ) )وهناك قاعدة اصولية تقول ( ما لا يتحقق الواجب الا به فهو واجب) ، ولأن طاعة الزوج واجبة ، وإمتاعه وإسعاده أمر إلهي ،كان التزين والتهيؤ له واجب تجنين من ورائه الحسنات .
ولحظات لعبك ولهوك تحصدين من خلالها ثمن الجنة .. ورضا الله .

إن الزواج عزيزي الزوج، عزيزتي الزوجة، ينمو دائماً بالسلوك والتصرفات والمشاعر الإيجابية، ويذبل بالسلوك والتصرفات والمشاعر السلبية، والتعلم ومحاولة الاستفادة من تجارب وخبرات وأبحاث آخرين، من شأنه أن يعطينا أفقاً معرفياً أكبر، يساعدنا على إضافة ألوان من الحب على حياتنا، وتساعدنا في التغلب على العوائق والمشكلات التي من شأنها تهديد الزواج.
بالرغم من انتعاشة كرامتنا وفورتها..وبالرغم من حفظنا لماء وجوهنا من أن يسيل مهدراً شيئاً من عزتنا وكبريائنا..إلا أننا في حالات قليلة نضطر أن نسيل ماء وجوهنا- وبلا تحفظ- على أعتاب من نحبهم..
نكسر في بعض الأوقات الحظر المفروض على شفاهنا فتتوسل.. وأعيننا فتدمع..وجباهنا فتطأطئ..
لا نحزن ولا نخجل من هذه التنازلات التي نقدمها بين يدي من نحب فقط كل ما يهمنا..ويقلقنا..ويشغل بالنا..أن يقبل المحبوب هذا الفداء.








الأحد، 15 نوفمبر 2009

تلاحم الأمة بقادتها-الشيخ عبدالله نمر درويش - مؤسس الحركة الاسلامية




لقد استردت الأمة عزتها بعد الهوان عندما تلاحمت القيادة بالأمة، فصلاح الدين الأيوبي عرف كيف يجمع الأمة وبماذا تجتمع، فوحدها تحت لواء دينها وانطلق للتحرير، فبدد شمل الفرنجة وطهر المقدسات، وعرف قطز كيف تتوحد الأمة وبماذا تتوحد، فقادها وإلى جانبه سلطان العلماء العز ابن عبد السلام، وأذاق التتار والمغول بأمة التوحيد مر الهزيمة وطهر البلاد منهم، وفي المرتين يكتب الله تعالى هذه الكرامة لمصر وشعبها، فمنها انطلقت وحدة الأمة عندما التقى جناحا الوطن العربي مصر والشام، فصنع هذا اللقاء بتوفيق الله حطين وعين جالوت، إنها مصر، كنانة الله في أرضه، إذا تحركت فإن الأمة تتحرك بحركتها، فعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحما، أو قال ذمة وصهرا، فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها، قال: فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة فخرجت منها) رواه مسلم، قال النووي: والرواية الثانية: (ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا فان لهم ذمة ورحما، فإذا رأيت رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها، قال فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها)، وأما الذمة فهي الحرمة والحق، وهي هنا بمعنى الذمام، وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم، وأما الصهر فلكون مارية أم إبراهيم منهم، وفيه معجزات ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها إخباره بأن الأمة تكون لها قوة وشوكة بعده بحيث يقهرون العجم والجبابرة، ومنها أنهم يفتحون مصر، ومنها تنازع الرجلين في موضع اللبنة، وقال الزهري الرحم باعتبار هاجر، والذمة باعتبار إبراهيم أي ابن النبي، وقال العسقلاني: أراد بالذمة العهد الذي دخلوا به في الإسلام أيام عمر، فان مصر فتحت صلحا، وفي هذا الحديث من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام فتح مصر، وإعطاء أهلها العهد، وفي الطبراني من حديث كعب بن مالك (إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فان لهم ذمة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الله الله في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله) صححه الألباني، ومن مصر قدر الله تعالى أن تكون طلائع النهضة المعاصرة، فانتشرت أنوارها في كل البلاد الإسلامية، وإذا أرادت الأمة أن تنهض من جديد بكل ما في النهضة من العلم والقوة والأمن والإستقرار والرخاء وبناء حضارة الإنسان الكريم، فعلى الأمة أن تعين مصر لتنهض، وذلك بدعمها حتى لا تحتاج إلى من يريدون تغييب دورها، ولا بد من تعميق العلاقات مع شعبها الأصيل بكل تياراته، فمصر كانت وستبقى بوابة نهضة الأمة بعون الله تعالى، فظلام ليلها لا يدوم، وفيها لا يعمر ظالم أو محتل، مهما كانت المعاناة والآلام، ولولا ما فعله قطر وبيبرز بالتتار في عين جالوت، وما فعله الناصر صلاح الدين بالفرنجة في حطين، لكان لتاريخنا مسارا آخر، ولما عانينا من أندلس واحدة فقط بل لعلها كانت اندلسات كثيرة، وما أروع ما قاله سلطان العلماء في آخر خطبة خطبها في دمشق: ((اللهم أبرم أمر رشد لهذه الأمة يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر)) ثم نزل، وانتقل إلى مصر، فرحب به الملك نجم الدين، فولاه الخطابة والقضاء، وكان أول ما لاحظه بعد توليه القضاء، قيام الأمراء المماليك بالبيع والشراء وقبض الأثمان، وهو ما يتعارض مع الشرع، إذ أنهم في الأصل مملوكين لا يحق لهم البيع والشراء والزواج من حرائر نساء مصر، فكان لا يمضي لهم بيعا ولا شراء، حتى تكالبوا عليه وشكوه إلى الملك الصالح، فلم تعجبه فتوى الشيخ العز، فذهب إليه يسأله أن يعدل من فتواه، فطالبه الشيخ ألا يتدخل في القضاء فهو ليس للسلطان، فإن تدخل فالشيخ يقيل نفسه، فاجتمع أمراء الدولة وأرسلوا إليه، فقال الشيخ: نعقد لكم مجلسا وننادي عليكم (بالبيع) لبيت مال المسلمين، فاستشاط نائب السلطنة غضبا، وكان مملوكا، وأقسم ليقتلن الشيخ بسيفه، فذهب إليه نائب السلطنة مع جماعة من الأمراء فطرق بابه، ففتح الباب ابنه عبد اللطيف، فراعه منظر نائب السلطنة إذ رأى سيفه مسلولا، والغضب يعلو وجهه فدخل على والده وقال: انج بنفسك إنه القتل، فرد عليه الشيخ: أبوك أقل من أن يُقتل في سبيل الله، ثم خرج، وحين وقع بصره على النائب سقط السيف من يد النائب وارتعد، فبكى وسأل الشيخ أن يدعو له، وقال يا سيدي ماذا ستفعل؟ قال: أنادي عليكم وأبيعكم، إلا أن السلطان لم يقبل حكم الشيخ، وأرسل إليه من يخبره بأنه لن يسمح ببيع الأمراء، وأمر السلطان واجب، وهو فوق قضاء الشيخ فأنكر الشيخ تدخل السلطان في القضاء، فجمع أمتعته ووضعها علي حمار، ووضع أهله على حمير أخري، وساق الحمير ماشيا، وهو يتلو: (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها)؟ تجمع أهل مصر وراءه وتبعه الجميع، حتى كادت مصر أن تخلو من سكانها، فخرج الملك الصالح مسرعا ولحق بالعز وأدركه في الطريق وترضاه، وطلب منه أن يعود وينفذ حكم الله، فتم له ذلك، واشتهر العز بعدها بأنه بائع الملوك، فأزداد الأمراء المماليك غضبا، وتآمروا على قتله مرة أخرى وفشلوا، وتاب من بعثوهم لقتله على يديه، فالعز هو إمام جناحين الوطن العربي مصر والشام، فبهذين البلدين ودعم الأمة من ورائهما كانت هيبة الأمة وانتصاراتها في حطين وعين جالوت وغيرهما، وبعودتهما اليوم للوفاق ومعهما الوطن العربي والإسلامي وفي الطليعة منه ديار الحرمين، الكعبة في مكة ومسجد النبي في المدينة، بهذا يكون تجديد مجد الأمة وعزتها، وبه يكون تطورها وانفتاحها على العالم وهي تحتفظ بشخصيتها العربية الإسلامية، وبهذا يكون يوم الحرية الأكبر يوم تتحرر القدس ومقدساتها، ويكون التوقيع في القدس من جديد على عهدة الفاروق، وبالأخوة الصادقة والفاعلة يعود دورنا في الحياة خير أمة أخرجها الله للناس وخدمتهم، ولم يخرجها عليهم لاستخدامهم: (كنتم خبر أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) آل عمران.

                                                   والله غالب على أمره

الجمعة، 13 نوفمبر 2009

المرأة التي يحبها الرجل



الزوجة المطيعة
تعتب زوجة سعيد بن المسيب رضي الله عنهما على الزوجات اللاتي يتعاملن مع أزواجهن بغير تقدير واحترام في عصرها فتقول : كيف تتعاملون مع أزواجكن هكذا ؟ لقد كنا نعامل أزواجنا , كما يعامل الأمراء والملوك " أرى علامات الدهشة بادية على الوجوه ! ولم الدهشة والعجب ؟! نعم, معاملة الأمراء والملوك!, لأنهن كن يدركن جيدًا قيمة طاعة الزوج, ويفهمن معنى الحياة الزوجية, ويَعِينَ ضرورة المحافظة على الأسرة المتماسكة التي يظللها الحب والرحمة " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (21) الروم
صحيح أن الزمن قد تغير ، و أن الرجال قد تغيروا , وأن النساء كذلك قد تغيرن ... لكن المبادئ لا يجب أن تتغير!
نعم يا سيدتي، إنها مبادئ ثابتة ثبوت الجبال، باقية بقاء الليل والنهار, لا يجوز أبدا أن نفرط فيها أو نتهاون بها , إنها هويتنا وقيمنا, إنها أعز ما لدينا , إنها الحصن الحصين الذي نحتمي به, ونفاخر به في العالمين .
زوجك.. جنتك ونارك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحدى نساء الصحابة رضي الله عنهم ( أذات بعل ؟ قالت نعم ، قال " كيف أنت له ؟ قالت لا آلوه ( أي لا أقصر في طاعته ) إلا ما عجزت عنه ، قال فانظري أين أنت منه فإنه هو جنتك ونارك ) رواه أحمد وهو صحيح الإسناد. يا الله! طاعته جنتك ومعصيته نارك, فاحذري سيدتي فإن الأمر جد خطير.
وقال صلى الله عليه وسلم : " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت"رواه أحمد. ، فهنيئاً لك الجنة! بحسن طاعتك وطيب معاملتك.
خرج ولم يعد
(جلست السيدة فخرية تحكي لصاحبتها اعتدال كيف تعامل زوجها )
فخرية : زوجي مثل الخاتم في إصبعي، روح يا مسعود ... حاضر, تعال يا مسعود... حاضر.. اشترِ كذا يا مسعود... حاضر، لا تذهب لكذا يا مسعود... حاضر، لا تتأخر عن الساعة كذا يا مسعود... حاضر.
(وأخذت تتباهي به أمامها وهي مأخوذة بما تسمع)
(اعتدال مندهشة ) زوجك رائع بالفعل !! لا يهش ولا ينش! كيف جعلتِه هكذا يا شقية؟
(فخرية بافتخار) البركة في وصية أمي.
اعتدال: (بتعجب) وصية أمك !! وبماذا أوصتك أمك؟ أخبريني بسرعة !
فخرية : قالت لي أمي ليلة زفافي :
( يا بنتي ,اسأليني أنا عن الرجل! الرجل ليس له أمان! الرجل يأخذ المرأة لحما ويرميها عظما ! الرجل يحب المرأة التي تعانده وتشقيه, وليس التي تطيعه وتهنيه! لذلك يابنتي اسمعي نصيحتي جيدا:
قصقصي ريشه دائما.. واجعليه خاتما في إصبعكِ.. نكدي عليه عيشته.. إن أمركِ اعصيه.. وإن نهركِ سبيه.. وإن ضربكِ خذي أغراضكِ واتركيه .. فبيت أبيك مفتوح دائما لكِ.. وإخوانك سوف يعلمونه الأدب.. حتى
يعرف أنكِ لستِ من الشارع , أنت بنت ناس ولكِ أهل)
اعتدال: ( بانبهار) يا لها من وصية رائعة ! وعملت بوصية أمك يا فخرية؟
فخرية : نعم ونفذتها بحذافيرها إلي أن أصبح هذا هو حال زوجي...
في منتهي الخضوع, الكلمة كلمتي أنا, والرأي رأيي أنا .
( وبعد مرور فترة من الزمن )
اعتدال : كيف حالك يا فخرية وكيف حال زوجك معك ؟
فخرية : زوجي مَن؟ مسعود ؟
اعتدال : نعم مسعود, وهل لكِ زوج غيره ؟
فخرية : لقد طلقني من زمااان ! وتزوجت رجلا آخر!
اعتدال : وما أخبار وصية أمك يا فالحة !
فخرية : لا لم أعد أعمل بها , كانت فترة طيش يا أختي !
اعتدال : منك لله يا فخرية! خربت بيتي بوصية أمك, زوجي طفش من البيت منذ شهرين ولم يرجع إلى اليوم!!
وصية غالية
من وصية أمامة بنت الحارث لابنتها ليلة زفافها:
( كوني له أمة يكن لك عبدا , كوني له أرضا يكن لك سماءً ....... وأشد ما تكونين له إعظاما , أشد ما يكون لك إكراما, وأشد ما تكونين له موافقة , أطول ما يكون لك مرافقة , واعلمي يا بنية أنك لن تقدري على ذلك, حتى تؤثري رضاه على رضاك, وتقدمي هواه على هواك, فيما أحببت وكرهت )

أيهما أصلح ؟!
باعتقادك يا سيدتي أي الوصيتين السابقتين أصلح لحياة المرأة ؟
انظري إلى وصية أمامة لابنتها, إنها تعلم أن ابنتها إذا فعلت هذا سوف تمتلك زوجها امتلاكا, ولسوف تتربع على عرش قلبه وحدها، فإذا بها تأخذ منه أكثر مما أعطت إليه, وإذا بها تستمتع بحرية كاملة في حمى فارس أحلامها ومليك عمرها.
أما السيدة فخرية ـ هداها الله ـ فهل كان شرفًا لها أن يصبح زوجها هكذا؟ مسكين, مغلوب على أمره, لا يتنفس إلا بإذنها, ولا يحرك ساكنا إلا بموافقتها ـ قد يروق هذا الأمر لبعض النساء , لكنه في الحقيقة مخالف للفطرة السوية ـ فأصبحت هذه المرأة تعيش حياتها محرومة من أروع أحاسيس الزواج ، من أن تستمتع هي بأنوثتها, وتمتع زوجها برجولته, ولو استمرت مع زوجها الأول لكان من الممكن أن يأتي اليوم الذي تندم فيه هذه المرأة حين يمضي بها العمر, وتحتاج إلى رجل يكون بجانبها ترتكن إليه وتستند عليه فلا تجد, لولا أن تداركت نفسها وثابت إلى رشدها وعاشت مع زوجها الثاني كما تعيش المرأة السوية التي لا تتطلع إلى منازعة الرجل في دوره .
أما اعتدال المسكينة فشأنها شأن بعض النساء الساذجات, اللاتي يقلدن تقليدا أعمى, دون إعمال العقل الرشيد ,أوالمنطق السديد, أوالتأمل في عواقب الأمور, وللأسف الشديد فإنهن في النهاية يدفعن الثمن وحدهن!

خدعــوكِ فقالــوا :


ـ طاعتك لزوجك إهدار لكرامتك


ـ الرجل هو عدوك اللدود


ـ أنت والرجل في صراع لإثبات الذات


ـ الزواج إقصاء لطموحك وإذلال لكبريائك


طاعة الزوج أولى صفات المرأة الصالحة
يقول تعالى" فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " (34) النساء
قال ابن عباس رضي الله عنهما : " قانتات " يعني مطيعات لأزواجهنّ .
تأملي أن الله تعالى قال " قانتات " ولم يقل " طائعات " وذلك لأن القنوت هو شدّة الطاعة وكمالها.. كما أن القنوت طاعة مع الرضا والحب , وليس مع الخوف و القهر .. فإن المقهور لا يقال أنه قانت لمن قهره!


الجنة محفوفة بالمكاره
لا شك أن طاعة الزوج ليست بالأمر الهين, فهي من المكاره التي تشق على النفس, وطريق الجنة محفوف بالمكاره كما تعلمين! وبخاصة إذا كان زوجك ممن لا يتقي الله فيك , ولا يحسن معاملتك, فأنت تعاملين الله فيه وتتقربين إلى الله بحسن خلقك معه, وما عليك بعد ذلك إلا الدعاء له بالهداية، فهو إذن طريقك لدخول الجنة, إن صبرت على تعنته وظلمه ، و إلا ففي شرع الله عز وجل سبيلا ومخرجا , فلم يجبركِ الإسلام على أن تبقي مع رجل يظلمكِ ويهينكِ, أما إذا بقيت فليس لكِ أن تعصيه أو تنقلبي عليه , فإن الله عز وجل سيحاسبك على ذلك, وأنا هنا لا أدافع عن الزوج الظالم ولا أدعو أن يكون الزوج (سي السيد) الآمر الناهي والسيد المطاع الذي لا يسأل عما يفعل ولا يرد له أمر ولا يعقب له حكم, كلا, فقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يشاور نساءه ويسمع لهن ويثني عليهن, وقد ثبت أن نساءه كن يراجعنه, أما الذين يفهمون القوامة على أنها تسلط وبغي فقد حذرهم الله في كتابه " فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا"(34)النساء.

كرامتك .. في طاعتك لزوجك
إذن فإن كرامتك سيدتي في أن تستسلمي بكل كيانك, إلى رجلك الذي يحبك ويرعاك ويحافظ عليك, فالرجل قد أعده الله وهيأه ليقوم بهذه المهمة فهل في هذا انتقاص لقدرك ؟! كلا , لن ينقص قدر المرأة إلا بمخالفة فطرتها, ولن تهان المرأة إلا إذا عرضت نفسها لغضب الله بمعصية زوجها, فإن السماء تغضب لغضبه, وإن الملائكة لتلعن المرأة التي تبيت وزوجها عليها ساخط, بهذا فقط تهين المرأة كرامتها " ومن يهن الله فما له من مكرم "(18) الحج
وإن مهمة المرأة لا تقل في عظمتها عن مهمة الرجل فمَن الزوجة التي توقف عمرها وتهب نفسها لراحة زوجها ؟ ومَن الراعية التي تدبر شؤون بيتها وتصون مملكتها ؟ ومَن الأم التي تعاني الحمل والوضع والرضاعة وترعى أولادها وتشملهم بحنانها وتحوطهم بودها؟ إنها تكاد تكون مهمة أثقل من مهمة الرجل, لذلك لم يجعل الله لك جزاءً عليها إلا الجنة !

حب حقيقي وحب زائف
وسوف تكون طاعتك لزوجك هينة على نفسك , ونابعة من قلبك, إذا بنيت على الحب, والحب الصادق الحقيقي, لا الحب الزائف المصطنع!
لوكان حبك صادقا لأطعته               إن المحب لمن يحب مطيع
قارني ثم تأملي :
الحب الحقيقي
الحب الزائف
ـ نابع من القلب والروح
ـ يدوم مع الأيام
ـ الإيثار والتضحية
ـ الهدوء والأمان
ـ الاحترام والثقة المتبادلة
ـ حياة هانئة سعيدة
ـ نابع من المصالح والمكاسب
ـ يتلاشى ولا يدوم
ـ الأنانية والصراع
ـ الخوف والتربص
ـ السعي للامتلاك والسيطرة
ـ حياة متوترة وتعيسة


مللتُ و مللتُ
نشرت مجلة ماري كير الفرنسية نتيجة استفتاء شمل 2 مليون امرأة فرنسية وكانت إجابة 90% منهن :
1ـ مللت المساواة مع الرجل
2ـ مللت الاستيقاظ مع الفجر والجري وراء القطارات للذهاب للعمل
3ـ مللت التوتر الناشئ عن العمل وواجباته المرهقة
4ـ مللت الحياة الزوجية التي لا أرى فيها زوجي إلا عند اللزوم
5ـ مللت الحياة العائلية التي لا أرى فيها أطفالي إلا عند تناول العشاء
وأترك لكِ التعليق!

هل العبارات التالية حقيقة أم خرافة؟

1. كل مايفكر فيه الرجال هو الجانب الحسي فقط،حقيقة أم خرافة؟

2. يقلد الرجل أباه ويشبه كثيراً عندما يكبر-حقيقة أم خرافة ؟
3. يقارن الرجل أي امرأة بأمه - حقيقة أم خرافة ؟
4.الرجال حمقى ولا يراعون مشاعر الآخرين ، حقيقة أم خرافة ؟
5. يحتاج الرجال للشعور بأنه القائد في العلاقات - حقيقة أم خرافة ؟
6. يعتقد الرجال أنه من علامات الضعف الاعتراف بإحتياجاتهم - حقيقة أم خرافة ؟
7.يحب الرجال الاستحواذ فقط على ماهو بعيد المنال - حقيقة أم خرافة ؟
8.يخشي الرجل التعامل مع النساء القويات - حقيقة أم خرافة ؟
9. الرجال أنانيون - حقيقة أم خرافة ؟
 
                               السؤال الأول: هل مايفكر به الرجال هو الجانب الحسي؟
هذه خرافة ، فعلى الرغم من أهمية الجانب الحسي وأنه من أولى اهتمامات الرجل في العلاقة,,,كما أن الأمان والاستقرار من أول اهتمامات المرأة...لكن هذه الأولويات لا تنطبق على كل الناس من الجنسين...فعلى الرغم من أن جسد المرأة وأنوثتها والعلاقة الجنسية مهمة لدى الرجل إلا أنه ليس الشيء الوحيد الذي يشغل بال الرجل....أو محور اهتمامه...خصوصاً لفترة طويلة في العلاقة الزوجية...
وهذا يوضح لماذا الكثير من النساء الجميلات بلا روح والتي تعتقد بأن جمالها وجسمها الطاغي بالأنوثه كفيل بأن يجعل زوجها يعشقها ويذوب فيها لتفاجأ بورقة الطلاق تلحقها لبيت أهلها وكم سمعنا عن طلاق أجمل الجميلات وتبرير زوجها بأنه وجد جمال فقط بلا روح وبلا شخصية سعد به كم يوم وتمتع ،لكن بمرور الوقت اكتشف أن الزواج معها موت حقيقي ، فاختار أن يطلقها غير آسف عليها ولا على جمالها.

السؤال الثاني: يقلد الرجل أباه ويشبهه كثيراً عندما يكبر؟

هذه حقيقة ، من شابه أباه فما ظلم ، هذا الشبل من ذاك الأسد. إذا أردتي فهم الرجل افحصي أباه جيداً....فإذا كان أبوه رجل كريم ومحب ويراعى من حوله فهذا من حظك فغالبأ سيكون الرجل مثل أبوه بهذه الأمور ، أما إذا كان الأب متعجرف عنيف وبذيء اللسان فغالباً ابنه سيقلده في بعض هذه السلوكيات.لأن ذلك ماتعلمه ورآه يحدث منذ نعومة أظافره.لأن بعض الناس يميلون لتأثر بما يرونه وليس ما لايرونه ولا يتعايشون معه ، لكن دعونا نؤكد أن هناك حالات استثنائية فقد يختار بعض الأبناء عن عمد وعن وعي أن يتصرفوا بطريقة مختلفة عن أبائهم أحيانا كثورة وعصيان ، واحياناً نتيجة للألم الذي عانوا منه في طفولتهم.
إذن يشبه الولد أباه... فهذا حقيقة قال الرسول صلوات الله عليه" تخيروا لنطفكم فأن العرق دساس" صدق رسولنا الكريم...
فغالباً يكبر الرجال وهم يحملون القيم والمعتقدات التي تعكس شخصية الأب في حياتهم ، لكن الاستثناءات موجودة وتحدث دائماً.




السؤال الثالث: يقارن الرجل امرأته بشخصية أمه؟؟؟

هذه حقيقة مهما كانت علاقات الرجل بالنساء ومدى طولها لكن أكثر العلاقات قوة وتأثيراً عليه هي علاقته بأمه،فعلاقة الرجل بأمه علاقة رئيسية ومن المجازفة الكبرى تجاهلها عند قبول الرجل فإذا كانت علاقة الرجل بأمه سليمة وصحية من الناحية النفسية ، ويكون قد تعلم معاملة النساء باحترام فهذا ينبئك بعلاقة جيدة ومثمرة ، وإذا كان الرجل قد تعرض للتدليل في صغره ، وكان يحصل على كل مايريده ولا يتحمل مسؤولية أي شيء فهذا ينبئك بعلاقة سلبية.
لا تتجاهلي هذه الديناميكيات في علاقة الرجل بأمه وإلا ستعيشين وقتا عصيباً في محاولة تعريف وإعادة تعريف تلك العلاقة.
إذا كان يتوقع الرجل منك أن تحلي محل الأم التي اسرفت في تدليله...أذن شمري عن ساعديك لأنه سيترك ملابسه القذرة على الأرض ، ويتأخر عن المجيء للمنزل دون التفكير بأخبارك، ويتذمر ويغضب من أي تأخير أو تقصير في خدماته كتأخر أعداد وجبة الغداء.
وإذا كان زوجك مستاء من والداته لأنها اسأت معاملة أبيه أو تركته فستدفعين ثمن خطايا امرأة كانت قبلك في حياته ،وإذا كانت أم الرجل تحظى بعلاقة دافئة وتدعيمية مع أبيه فستجنين فوائد هذه العلاقة إذن إنها حقيقة فالرجال يميلون لمقارنة علاقاتهم مع النساء بعلاقاتهم مع أمهاتهم.....



السؤال الرابع: الرجال حمقى ولا يراعون مشاعر الآخرين!!! هذه خرافة

 أنا أعرف بأن كل واحدة منكن لديها من الأمثلة والقصص التي تؤيد هذه الفكره، لكن هل هذا الاعتقاد صحيح أم أنه اعتقاد روج له من الكثير من النساء التعيسات التي - لسوء حظها- قلبت رجال سيئين؟؟؟؟؟.
وربما هذا الاعتقاد تحمله الكثير من النساء التي تحكم على الرجل من مقاييس ومعايير أنثوية وليست ذكورية....فتجد المرأة التي تؤمن أن زوجها لا يراعي مشاعرها...تحكم على تصرفاته ...كلماته...ردود أفعاله من وجهة نظرها هي (لوكنت أنا...لقلت كذا وفعلت كذا...)
الحقيقة أن هناك نوع من هؤلاء الرجال موجودين تماماً كنوع النساء غير المراعيات لمشاعر الآخرين.
وأيضا من الحقيقي أن الرجال أقل حساسية وأقل تجاوباً مع المواقف العاطفية. لكن هذا لا يعني أن الرجال بلا قلب....(التاريخ يشهد بعاطفة وقلب بعض الرجال...مجنون ليلى...نمر بن عدوان...)
لكن في الحقيقة تركيبة مخ الرجال مختلف من ناحية الخلايا العصبية والهرمونات، وتعرضوا لظروف اجتماعية مختلفة عن النساء منذ قديم الزمان. فالرجال مدربون ذهنياً واجتماعياً لكي يكونوا أقل حساسية وعاطفية من النساء بسبب المهام المتوقعه منهم...وكم سمعنا وكم رددنا كآبائنا لأطفالنا:"الرجال لا يبكون"..."لا تبكي صر رجال" فنحن النساء ربينا ودربنا الأولاد الذكور ليكونوا أقل حساسية واقل إظهاراً للعواطف...فهو متوقع منه أن يكون قوياً متماسكاً....وبلا عواطف...لأن العواطف ضعف...
إذن الرجال مختلفون عن النساء...ليس هناك خطأ أم صح بل فقط اختلاف بين جنسين.طبعاً إذا قارنتي زوجك بصديقاتك أو أخواتك أو حتى والداتك فمن المؤكد أنه سيبدو عديم الإحساس...لكن قارني زوجك بمجموعة من الرجال من جنسه وستلاحظين أنه فقط رجل...
إذن الرجال ليسوا عديمو الإحساس بل تعبيرهم وتجاوبهم يحدث بدرجة أقل من النساء.فالاختلاف بين الجنسين ليس شيئاً سيئاً بل هو مجرد اختلاف بين جنسين لا أكثر ولا أقل.




السؤال الخامس : يحتاج الرجل أن يشعر بأنه القائد في العلاقات؟؟؟
 هذه حقيقة . معظم الرجال تعودوا اجتماعياً أن يتولوا زمام الأمور ومسؤولية من حولهم ، ولقد تعلموا بأن هذا متوقع منهم وأنه الزامي لهم ،لهذا بسبب التربية تركيبة الرجل والسلوك الرجولي فإن معظم الرجال يحتاجون للشعور بأنهم يتولون زمام الأمور ويمسكون بدفة القيادة . لذلك فالمرأة الذكية هي التي تستطيع أن توهم الرجل بأنه القائد في العلاقة وتجعل جميع القرارات تبدوا وكأنها نابعة منه وحده.




السؤال السادس : يعتقد الرجال أنه من الضعف الإعتراف بإحتياجاتهم ؟
هذه حقيقة . بما أن الرجال تعلموا اجتماعيا أن يلعبوا دور القائد وبما أن معظم الرجال تربوا على أن صفة " ضعيف " تعتبر سبه وإهانة للرجولة فهم يعتقدون أنه يجب عليهم بذل أقصى جهدهم لأخفاء عيوبهم أو نقص لديهم يستلزم المساعدة من قبل المرأة.
الرجال لديهم احتياجات محددة وهم يعلمون ذلك ، لكنهم لايحبون الأعتراف بها وسيشعرون بالأمان لذلك ، ولن يفصحوا عن تلك الاحتياجات إلا إذا تأكدوا أن المرأة لن تحكم عليه بشكل سلبي إذا افصحوا عنها.



السؤال السابع : يحب الرجال الاستحواذ على ماهو بعيد المنال ؟؟؟
هذه حقيقة . الرجال يحبون أن تكون لديهم منطقة خاصة بهم ولديهم روح التنافس الشديد ، ماعلاقة ذلك بسلوكهم في العلاقة الزوجية ؟؟؟
دعونا نعترف لدى العديد من الرجال "عيون زائغة" لكن ذلك لا يعني أنهم خائنون لزوجاتهم ، لكن ذلك يعني أن العديد من الرجال يفكرون ويتخيلون بما لدى بعضهم من أشياء ، إذا استطاعوا رؤيتها . كما أن هذا العامل يؤثر بشكل مهم في العلاقة ، وهو أن الرجال يهتمون في المرأة الصعبة المنال (اللي ماترمي حالها عليهم...وتطارده في كل مكان ... في البيت ... وعلى الجوال إذا خرج مما يجعله ينفر منها أكثر وأكثر)
وأكبر دليل على ذلك أنه ربما يوجد العديد من الرجال غير سعيدين مع زوجاتهم لكنهم لايريدون تطليقها. لماذا؟ سوف يبادرك الرجل بالقول حتى لا تتزوج غيري ، ولهذا السبب يثار غضب الرجل أذا قالت له زوجته الغاضبه طلقني من حقي أتزوج غيرك ،يثيرغضبه كثيرا (فهذه منطقته الخاصة)
إذن الرجل لديه استعداد للالتزام في العلاقة...لكنه سيتجاوب أكثر إذا شعر أنه يحتاج أن يثبت نفسه في العلاقة وأنه يتنافس في الحصول على حب واهتمام زوجته .


 
السؤال الثامن : يخشى الرجل التعامل مع النساء القويات ؟؟؟

هذه حقيقة . كما ذكرنا في النقطة السابقة الرجال يحبون مطاردة النساء ، ومن طرق اصطياد المرأة هو أن يخمن الرجل ماتحتاجه المرأة ويقدمه لها. فالرجل - أي رجل - يحب أن يلعب دور البطل المنقذ فارس الأحلام ، ويحب أن يشعر أن تحتاجه المرأة ولا تستغني عنه...(انتبهوا ياحريم لماذا يحب الرجل المرأة التي تحتاج له...لأنه يظن أن ذلك يضعه في مركز الأمان والتحكم والقوة) هنا يكمن ذكاء المرأة.
فإذا شعر الرجل ووجد أنك لا تحتاجيه فهو سيبحث عمن تحتاجه ،وسيشعر بالانجذاب إليها.
المرأة القوية ترسل رساله غير مباشرة للرجل بأنه عبارة عن شيء من الكماليات لإسعادها ، لهذا يتركها الرجل ويذهب لامرأة تحتاج إليه فعلاً.

لكن هذا لا يعني أن الرجل لا يحب المرأة القوية - بالعكس الرجال يفضلون النساء ذو الكيان المستقل ، المفعمات بالنشاط والحيوية ويشاركن بالحياة بفعالية ، لكن إذا طغت قوة المرأة على سبب وجوده هو في حياتها سيفضل العثور على واحدة أخرى تحتاج إليه. لهذا خطأ كبير تقوم به الكثير من الزوجات الموظفات والتي أثناء الشجار تبدأ بالقول أنها لا تحتاجه ، وأنه تصرف على نفسها وأطفالها ، وتستطيع فتح البيت بدونه .
كما أنه هناك الكثير من النساء الموظفات التي تتبرع بالصرف على بيتها وأطفالها ونفسها كنوع من المساعدة من دون أن يطلب الزوج ذلك هذا التصرف يحدث خلل كبير في العلاقة الزوجية (سوف نركز عليها لاحقاً عندما نناقش أخطاء النساء في التعامل مع الزوج )



السؤال التاسع : الرجال أنانيون ؟
هذه حقيقة . أنا دائما ضد التعميم فأنا لاأحب أن أقول النساء ضعيفات ، أو الرجال كاذبون...او...او لأن التعميم من أسوأ أنواع التفكير، لكن أعترف بأن معظم الرجال يهتمون باحتياجاتهم ويعطون الأولوية دائما مقارنة باحتياجات غيرهم...
لكن هذه الأنانية لها أساساُ راسخا في غريزة الحفاظ على الحياة ، وعلى الرغم من أن الأنانية تعتبر صفة غير جديرة بالاحترام أو الأعجاب إلا أن معظمنا يدخلون لأي موقف وهم يفكرون : ماذا سأستفيد منه؟؟
طبعاً هذا ليس تبريراً لسلوك الرجل الأناني الذي لايراعي مشاعر الآخرين لكن فقط نفسره....
لكن حتى الرجال الأنانيون نستطيع تغييروتقويم سلوكهم إذا عرفنا كيف نحصل على انتباهم ومايدفعهم ، وتقويم السلوك الأناني كلما ظهر.
أخيراً الرجال قد يكونوا أنانيين تماماً، لكن الحال نفسه ينطبق مع النساء، وكلاهما يستطيع تغيير هذه الصفة القبيحة فيه.